Header Ads Widget

كشمير - الجزء الرابع

#جريدة_زادك

بقلم أسماء تركي


الحرب الباردة تحت راية الوساطة الدولية أو الأطراف الثانويه لتسوية النزاع 


    حلول مقترحة لتسوية النزاع، وعديدة هي الأطراف الثانوية التي تدخلت في القضية لتسويتها وأيضا لمصالحهم ولأسباب أخرى هي المصالح لبعض الدول، والوساطة الدولية

    

    شهدت قضية كشمير منذ بزوغ فجرها عدة صراعات بين الهند وباكستان من أجل الظفر بها فيما بينهما، لعل أبرزها الحروب التي عرفتها الفترة المدروسة والمتمثلة في حرب 1947م، ثم الثانية 1965م، والثالثة سنة 1971م التي ترتب عليها ظهور دولة بنغلاديش على إثر انفصالها عن باكستان. الأمر الذي دفع بالعديد من الدول خاصة العظمى إلى الإسراع لمعالجة القضية عن طريق تقديم الحلول المقترحة لتسوية النزاع بين الأطراف الرئيسية المتصارعة حول إقليم كشمير، وقد تدخلت هيئة الأمم المتحدة في هذه القضية بطلب من الهند.


الأطراف الثانويه 

1- هيئةالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي:

         سبب تدخلهما في القضية قصد البحث عن حل يرضي الأطراف المتنازعة حوله، لاسيما وأن تدخلهما كان بطلب من الهند وباكستان، عموماً فقد قامت هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بإصدار العديد من القرارات منها وقف القتال في كل نزاع، وإجراء استفتاء شعبي والذي من خلاله سيحدد شعب كشمير مصيرهم.

    أبرز المحاولات التي قامت بها هذه الهيئة منذ الارهاصات الأولى للأزمة تجلت في إرسال لجنة -الأمم المتحدة الخاصة بالهند وباكستان- إلى المنطقة لدراسة الوضع وتقديم الحلول المناسبة لمعالجة القضية المطروحة، وسعت إلى اتخاذ موقف وسطي للتقريب من الطرفين. كان من أبرز قراراتها المتعلقة بتسوية النزاع انسحاب القوات العسكرية الباكستانية الهنديةمن ا كشمير مع تنصيب حكومة انتقالية للإشراف على الوضع هناك، وحق تقرير المصير من خلال إجراء استفتاء شعبي حر ومحايد في الإقليم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة والذي من خلاله سيقوم الشعب الكشميري باختيار الانضمام للهند أو لباكستان أو يحظى باستقلاله الذاتي دون الانضمام لأية دولة من الدولتان المتنازعتان حوله. فإذا كانت كل الدولتان قد وافقتا على جميع قرارات الهيئة بما فيه الاستفتاء الشعبي، فإن الهند سرعان ما عملت على رفضه لأنه لا يصب لصالحها. ففي إطار الشرعية الدولية تطمح الهند إلى الوصول لتسوية لا تتماشى مع حق تقرير المصير ولو على حساب باكستان، بينما ترى هذه الأخيرة عكس ذلك أي ضرورة إعطاء كشمير حق تقرير المصير. ولعل سبب فشل جميع قرارات هيئة الأمم بخصوص التسوية إلى تناقض الآراء الهندية الباكستانية وتباينها بخصوص كشمير، أضف إلى ذلك إصرار الهند على تسوية الوضع بينها وبين باكستان في إطار ثنائي دون اللجوء إلى وساطة دولية.

2- الولايات المتحدة الامريكية: تدخلت في الصراع من منطلق حليفتها باكستان لمواجهة التحالف السوفياتي الهندي في إطار معاهدة الصداقة التي وقعت بينهما. وفي فترة الستينات دخلت إلى جانب الهند في المواجهة التي جمعتها مع الصين سنة 1962 من خلال تقديم المساعدات للحكومة الهندية

3- الوسطاء الدوليين: بعد فشل الأمم المتحدة في الوصول إلى حل يمكن من خلاله تسوية النزاع بشكل سلمي، تم تعيين “أوين ديكسون” كوسيط دولي بدلا عن هيئةمم، الذي سعى بدوره إلى البحث عنما فشلت فيه الهيئة، بيد أنه سرعان ما فشل هو الاخر حيث باءت جميع مجهوداته بالفشل، وفي هذا الصدد صرح قائلا “اقتنعت في النهاية بأن موافقة الهند على نزع السلاح لن يتم الحصول عليها أبدا وبأي شكل من الأشكال، وكذلك الحال بالنسبة للشروط التي تحكم فترة الاستفتاء أيا كانت طبيعتها بما يتيح حسبما أرى فرصة لإجراء الاستفتاء في ظروف تحول بما يكفي دون الترهيب وأشكال التأثير الأخرى وسوء التعامل قد تجعل حرية إجراء الاستفتاء وعدالته عرضة للخطر وسيرا على نفس المنوال نجد “فرانك جراهام” قد فشل في مهمته بسبب صلابة الموقف الهندي


4- الاتحاد السوفياتي: بادر الاتحاد السوفياتي بدوره إلى التدخل في الصراع خوفا من قيام الولايات المتحدة الأمريكية من استغلال مثل هذه الاضطرابات التي تشهدها آسيا لصالح المعسكر الغربي أو لصالح الصين التي لم تكن على وفاق متكامل معها أنذاك، مع العلم بأن الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي كانت على أشدها في هذه الفترة، تجلى هذا الدخول في وقوفها إلى جانب الهند في إطار عقد معاهدة صداقة بينهما

    

    سارع إلى التدخل في هذا الصراع حيث قام بترتيب مؤتمر للصلح بين الأطراف المتنازعة بطشقند العاصمة الأوزباكستانية سنة 1966م وقد دعت هذه الاتفاقية إلى الحل السلمي للنزاع وسحب القوات بين الطرفين في موعد أقصاه 25 يوما، مع مراعاة شروط وقف إطلاق النار وعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وبالرغم من تدخل الاتحاد السوفياتي في القضية حيث دعهما إلى عقد مؤتمر طشقند والذي كان من أبرز قراراته تجميد الموقف، غير أن المؤتمر باء بالفشلعلى إثر وفاة رئيس الوزراء الهندي شاستري بنوبة قلبية..

تأسيسا على ما سبق يتضح بأن السبب الحقيقي في فشل جميع جهود الأمم المتحدة والوسطاء الدوليين والاتحاد السوفياتي في عدم تمكنهم من الوصول إلى حل يمكن من خلاله تسوية قضية كشمير من خلال الاستفتاء الشعبي الذي سيقرر مصير الإقليم، راجع إلى معرفة الهند بالنتائج المسبقة التي سيسفر عنها والتي لا تصب في مصلحته ولا تحقق مسعاه لأن أغلبية الشعب مسلمين ويفضلون الانضمام لباكستان، كذلك الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها كشمير جعلتها تتمسك بها ولا تفكر حتى في التنازل عنها لدرجة إقدامها ارتكاب مجازر في صفوف المسلمين إبان الحرب. إلى جانب إصرارها على ضم الإقليم إليها بموجب الرسالة التي بعثها المهراجا هاري سينغ مستنجدا بالقوات الهندية على مساعدته لإخماد الحرب التي شهدتها المنطقة أنذاك، في مقابل ذلك تنضم كشمير إلى الهند، فقد تشبثت بهذه الرسالة معتبرة إياها نص مقدس يجب تنفيذه على أرض الواقع، ولو كان ذلك على حساب رغبة الشعب.


5- مصر وموقفها بالحياد لتحقيق التوازن في علاقاتها معا البلدين: تميز موقفها اتجاه القضية بالحياد قصد تحقيق توازن في علاقاتها مع البلدين، وهذا الحياد يعود إلى عهد جمال عبد الناصر الذي كانت علاقاته مع الهند، لأن كلا الطرحان الهندي والمصري يتماشيان معا في نفس المسار خاصة فيما يتعلق بمواجهة الكيان الإسرائيلي، حيث صرح مهاتما غاندي برفض قرار قيام دولة إسرائيل في أرض فلسطين.


6- إيران.وموقفها بالتناقض لأجل مصالحها أولا: تميز موقفها بالتناقض، ففي بداية الصراع ساندت باكستان لكن بانهزامها سنة 1971 تخلت عنها وسارعت إلى التقارب مع الهند، وتصريح شاه إيران دليل على ذلك ” يجب على إيران عدم تقديم أية مساعدات لباكستان في حال بدئها بالعدوان على الهند الصديقة.


7- الإمارات العربية المتحدة:  سبب دخول الامارات في هذا الصراع إلى جانب باكستان ومعارضتها التوسع الهندي في كشمير، إلى كون إيران العدو الرئيسي للإمارات العربية حليف للهند، هذا مع العلم بأن إيران يجمعها عداء تاريخي لكون هذه الأخيرة احتلت الجزر الامارتية الثلاثة وهي جزر طنب الكبرى والصغرى وجزر أبو موسى.


هل ستبقى العلاقه معقدة بين الهند والإمارات ام ستأخذ مسار أخر وسيكون تحالف. هل ستنهي الحرب الباردة وسيكون عصر تبادل العلاقات؟

إرسال تعليق

0 تعليقات