بقلم/ جمانه سامي
لست وحدك فهناك بعض الناس أيضًا في القهوة التي أنت جالس عليها وهناك من يتألم شوقًا، هناك الذي سعيد مع توأمه الروحي، هناك من يجلس في يده جريدة ويقول بصوت رقيق لاحول ولا قوة إلا بالله، لست وحدك الذي يشعر بأن الحياة لقد سئمت منه، لست وحدك الذي يشتاق لأشخاص ذهبت من الحياة ولن تعود، هناك العديد من الأمور التي لم نعيشها؛ لأن الله يرى عدم القدرة على ذلك، الحياة متاعب وصعاب، لتتخطى أي حاجز يجب عليك الإيمان بأن الله معك، وأنك لست بمفردك لتنجو من هذا، يجب عليك أن تتعلم، فكيف ستتخطى المتاعب وأنت لست مدرك أو جاهل بما حولك؟ وليس العمى بصيرة؛ بل هناك العمى بالخير والحياة، تنظر إلينا لعبرة قلوبنا وليس جمالنا لتتسابق عليه كما يفعل الجاهلون، لست وحدك هناك الجميع ينتظر إشارة من الله أن الأمور قد تتحسن، هناك من يضع كل ما يملك من التفكير في أمل أنه ليس وحده، والناجح هو من يؤمن بتلك النظرية، والعلم يزيل العمى، هنا العلم ليس التعليم ومناهج العلم، بل هي تجارب الحياة، وأن تتعافى مما يزعجك، ولست وحدك من يعاني من تجارب الحياة، لست وحدك من يفسد الأمر بحسن نية، لست وحدك من يحب الذي يؤذيه؛ لكن عليك التحلي بالصبر لتتعلم خفايا الحياة، لا تحب كتاب يرهق عقلك في التفكير وكذلك البشر أيضًا، فالبشر يمثل الكتاب في صورة جماد، أجمع الأمور التي تزعجك للتخلص منها، الحب ياله من كلمة صغيرة لكن معناها يشمل الحياة، لست وحدك من أحب الشخص الخطأ، لست وحدك لديه تقلبات مزاجية، لست وحدك من يظلم نفسه، لا تُحب غيرك وأنت لست مُحب لنفسك، لست وحدك الذي قام الواقع أذيته، الواقع ليس كما في خيال الأطفال ليس كالكارتون الخير ينصر في آخر الحلقة؛ بل في الواقع الشر هو من ينصر، لست وحدك من تظن أن الحياة جميلة ومذهلة، تذكر أن كل شيء من حولك زائف حتى أنا، كُنت أظن في صغري أننا ألعاب ودائمًا ما كنت أتساءل من الذي يتحكم بي؟ واليوم أكتشف أن عقلي هو المتحكم، وقلبي هو العدو الوحيد لعقلي، لست وحدك من تعب لأجل شخص دون انتظار مقابل، لست وحدك من يسعى لإسعاد الآخرين أيضًا دون مقابل، لكن في هذا العالم يجب التعامل بالمثل، كُنت أتساءل كيف يكون الناس في اللامُبالاة الدائمة، وأكتشف أن من كُثر الخذلان يفقد الإنسان كل ما لديه من مشاعر، ولذلك لست وحدك؛ هذه نظرية تم إثباتها بواسطة الحياة والإنسان.
1 تعليقات
ما شاء الله في تقدم ملحوظ حقيقي 🤍
ردحذفاكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.