
بقلم ندى هاني 'توليب'
مراجعة آلاء محمد
كثير ما نسمع ونردد كلمة ثقة ولا ندري مفهومها أو العوامل المؤثرة عليها، وهل هي مكتبسة أم فطرية؟ فالثقة ليست مجرد كلمة تتكون من ثلاثة حروف نستعملها فِـي يومنا؛ فـَهي تختلف عن غيرها من المصطلحات.
فالثقة فِـي علم اللغة هي مصدر للفعل الثلاثي "وثق" بمعنى التحرر مِـن الخوف والقلق والشك للذي يخشىٰ النجاح. والثقة فِـي علم النفس هي ثقة الإنسان فـِي قدراته وفِي صفاته وفِي تقييمه للأمور.
علم النفس يعرّف الإنسان الواثق في نفسه بأنه: شخص يحترم ذاته ويقدّرها، ويحب نفسه ولا يؤذيها، ويدرك كفاءاته ويثق بقدرته علىٰ اتخاذ القرارات الصحيحة.
تتكون الثقة بدءًا من الميلاد، وأولى التجارب والانطباعات حول العالم مِن خلال الأهل ومعاملتهم، وأسلوب التربية، وتجارب الحياة المختلفة فِـي الدوائر الأسرية، وفِـي المدرسة والجامعة، والتفاعل مع الأصدقاء والمعلمين.
الوقت الأمثل لبناء الثقة هو مرحلة الطفولة، ولكن فِـي الواقع معظم الناس يبنون ثقتهم بأنفسهم بعد انقضاء مرحلة المراهقة، أو بعد انتهائهم من الدراسة الجامعية.
مرحلة بناء الثقة بالنفس:
أظن أن بناء الثقة غير محدد بمرحلة زمنية معينة، ولكن أظن أنها مهمة صعبة، وتستهلك جهد كبير.
توجد أسباب كثيرة لانعدام الثقة منها:
- كثرة النقد خاصة فِي أول سبع سنوات
- السخرية: سواء من الأهل أو المدرسين أو الزملاء أو الأغراب
- العقاب البدني أو النفسي؛ حيث يعمل العقاب علىٰ تأكيد مشاعر الذل والخجل والانكسار، ومع تكرار العقاب تزداد البصمة السلبية حتىٰ يصدّق الشخص أنهُ حَقًا سيء، فاشل، قبيح، وغبي.
- الإهانة؛ أيضًا تكرار الإهانة يؤكدها
- "الفقر والحرمان"
- الفشل أو التأخر في الدراسة
- الثقافة والعادات والتقاليد قد تكون السبب فِـي كراهية الإنسان للون بشرته، حجم جسده، ملامحه، شعره أو صفاته،
إذا خرج الإنسان عن المتوقع والمألوف بالنسبة لثقافة مجتمعه فأصبح محط للانتقاد أو محل دائم للسخرية فقد هذا الشخص تقديره لذاته.
هناك علامات لفقدان الثقة منها:-
- علامات متعلقة بالتواصل الإجتماعي: كالانسحاب من حضور المناسبات واللقاءات الاجتماعية، التعرض للاستغلال في بعض الأحيان من قِبل بعض الأشخاص، التبرير الدائم لأقواله وأفعاله حتى وإن لم يكن مخطئا، الخوف من المشاركة في الحوار مع الآخرين، عدم الثقة بصحة كلامهُ أو كلام من حوله والمحاولة الدائمة من التحقق من صحته، تقبل اللوم الصادر عن الآخرين بشكل دائم بدلًا مِن الدفاع عن النفس
- علامات متعلقة بالفرد:القلق الدائم من نتيجة أي تصرف صادر عن الشخص، إهمال الشخص لنفسهُ ولِحاجاته الأساسية، عدم إيمان الشخص بقدرتهُ علىٰ النجاح في مواجهة تحديات الحياة، شعور الشخص بأنه مِن الأناس الأقل حظًا فِي الحياة، التشاؤم والانتقادات المتكرّرة للمقربين مِن الشخص، التردد المبالغ فيه فِي اتخاذ القرارات؛ فقد يُغيّر الشخص قرارته عدّة مرّات حتّى وإن كانت بسيطة، مقارنة الشخص نفسهُ مع الآخرين والتقليل من قيمة نجاحاته وإنجازاته وتركيزه دومًا على إنجازات الغير ونجاحهم.
علاج فقدان الثقة:
وذلك من خلال التنظيم:-
- تقدير الذَّات وعدم مقارنتها بالآخرين
- تكوين علاقات اجتماعية جيدة
- التركيز على الإيجابيات وتدعيمها
- مواجهه المخاوف
- الاستعداد للنجاح
0 تعليقات
اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.