
بقلم إيمان القبوي
هل أنت شخص ذو فعالية نشطة كبيرة في مجتمعك؟ هل تستطيع التأثير في من حولك عندما تطرح أفكارك؟ هل تستطيع أن تطرح أفكارك بقوة وبدون قلّة ثقة في نفسك حتـى ولو كنت جالس في مجلس فيه جماعة كبيرة من الناس؟
فإذا كنت كذلك فأنت بلا شك تملك كاريزما مبهرة، وحضورا جذابا.
الكاريزما وتعني قوّة الجاذبيّة الشخصيّة، أي القدرة على جذب وسحر الآخرين والتأثير عليهم، تتنوع عناصرها لتتجمع في النهاية في ثلاثة عناصر رئيسية سنتطرق للتحدث والتفصيل فيها. بالإضافة إلى كثرة عناصرها فنلاحظ أيضاً كثرة تصنيف أنواعها، فإذا أمكنا البحث في هذه النقطة سنجد بأن العديد من العلماء والمفكرين والشيوخ أيضاً قد صنفوها تصنيفات عديدة؛ ليعلموا الناس بأي مجال هم يملكون كاريزما او حضور قوي. وهكذا فسنتعرف أهم التصنيفات التي صنفت لها،
بالاضافة إلى ذلك، الكثير منا يجد بأن كلمة كاريزما مألوفة لديه ولكنّه يملك اعتقاداً خاطئا حولها، وتلك الاعتقادات أثّرت بشكل مباشر أو غير مباشر في تلقّي الاجيال لهذه الكلمة واستخدامها في المواضع الغير صحيحة لها، سوف نتوسع قليلاً في شرح هذه النقطة، بالاضافة إلى اننا سوف نقدم إليك عزيزي القارئ اختبار بسيط أُجري على أكثر من ألف شخص في جامعة تورنتو الكندية، وحددوا خلالها مقدار كونهم يملكون شخصية كاريزمية.
فأينما كنت وأياً كان شأنك في المجتمع فلابدّ أنك تحتاج لهذا العنصر في حياتك؛ لتستحوذ على الأضواء وتجلب الانتباه إليك؛ ولإقناع من حولك بأفكارك وآرائك فتكون بذلك أثرت في علاقاتك العامة مع الآخرين، وكوّنت شخصية كاريزمية قوية.
فالكاريزما مشتقّة من الكلمة اليونانيّة ( charizesthai) حيثُ استُخدمت أوّل مرّة على يد عالم الاجتماع الألماني (ماكس فيبر) من خلال كتابه (القانون في الاقتصاد والمجتمع) حيثُ كانت تستخدم بشكل يميّزها عن السلطة التي تنشأ من القوانين أو التقاليد.
فكثرت عناصر الكاريزما وتعددت خواصها ولكن في النهاية تمّ الإجماع على ثلاثة عناصر رئيسية لابدّ أن يمتلكها الإنسان ذو الشخصية الكاريزمية، ومن أبرز تلك العناصر: الحضور القوي الفعّال النشيط؛ وبهذا العنصر نجد بأن تعريف الكاريزما يتلخص به، فلا بدّ من الشخصية الكاريزمية أن تفرض حضورها على كل من كان موجود ويكون حضورها فعّال ونشط حتماً ، بالإضافة الى كوننا لا نستطيع ان نطلق اسم شخصية كاريزمية على ذلك العنصر فقط؛ بل نجد بأنّ هذا العنصر مرتبط ارتباطا وثيقا بعنصر آخر الا وهو (السلطة) والمقصود هنا ليس السلطة بمعنى الشر، بل السلطة في الرأي واستخدامه على الآخرين للتأثير بهم، ولكن نجد في العنصر الثالث الا وهو ( المودة والدفء) قليل من عدم الأهمية في تصنيف كون الشخصية كاريزمية او لا، فإن لم يمتلكه الشخص وامتلك العنصرين السابقين فإننا نعتبره شخصية كاريزمية ولكنّ شريرة وذلك نوع من انواع الكاريزما، بينما اذا كان الشخص يمتلك العنصر الثالث يكون قد شكّل المحاور الرئيسية للشخصية الكاريزمية الناجحة بامتياز، والتي تكون خيّرة في ذلك الوقت، لأنه وببساطة المودة من الحب، ومن دون الحبّ لا نستطيع ان نفعل الخير!!
وإذا توسّعنا في البحث في موضوع تعدُّد خواصّ الكاريزما فإنّنا نجد أنّه ليس فقط خواصها متعددة بل صفاتها أيضاً؛ فكلّ عالم أو شخص ذو هالة عظيمة في مجتمعه حدد صفاتها بنفسه، ووافقه مجموعة الناس التي تؤمن بأفكاره وبذلك انتشرت تصنيفات كثيرة جداً لأنوع الكاريزما، وسوف نذكر أهمّها. هناك من صنّفها في ثلاث عشرة صفة وهي ( الفن، الرياضة، المال، الروحيّة، السياسة، الإعلام والموضة واللياقة، العابرة، التراكميّة، المركز الاجتماعيّ، الاسطوريّة الخياليّة، الأدبيّة والفنيّة والعقليّة، العلميّة والتكنولوجيّة، الحقيقيّة) وهنالك من اختصر تصنيفها في نوعين فقط( الكاريزما المحبوبة، الكاريزما الشريرة ) كما ذكرنا مسبقاً والفرق بينهما هي امتلاك الشخص للعنصر الثالث او عدم امتلاكه له، وهناك أيضاً من صنّفها في خمسة انواع فقط ( كاريزما الموقف، كاريزما الحضور الشخصي، كاريزما الحضور الفكري، الحضور القيادي، كاريزما المخطط والمطور السياسية).
وبعد عرض تصنيفات أنواع الكاريزما يكون قد تبين معنا أن الكاريزما ليست صفة جنينية فطرية تولد مع أشخاص معينين دون آخرين، وهذا ما تداوله الناس بشأنها وكان خاطئ بالمطلق، فكلّ شخص منّا خلقه الله سبحانه وتعالى يمتلك هذا في جانب معين من شخصيته بنسبة مختلفة عن شخص آخر، فبعض الأشخاص من يستطيعون ايقاظها في أنفسهم على نحو اكبر، فنجدهم مؤثرين: أمثال الكثير من المشاهير الذين نعرفهم ونؤمن بهم، والبعض الآخر من الأشخاص، هم المؤمنون بشأنهم ضعفاء وليسوا قادرين على التأثير وفرض الحضور الجذَّاب على الآخرين.
فلنباشر في ايقاظ هذا الجانب في شخصياتنا؛ لنستطيع أن نرى الحياة بشكل اوسع، وبقوّة اكبر، فلا شك ان الكاريزما جزء لا يتجزأ من الثقة بالنفس.
كما تستطيع أن تفرض عزيزي القارئ نوع آخر من الكاريزما عدا عن الحضور القوي وهو الهدوء الرزين وبذلك تستطيع أن تؤثر بقوّة على الناس من حولك بهدوء إن كان طبعك هادئ ولابدّ.
لكي نستطيع ان نكتشف هذا الجانب الخفي في شخصياتنا فقد حصل اختبار بسيط مكون من ست اسئلة في جامعة تورنتو الكندية لنفس الهدف ولأكثر من الف شخص، واتركك عزيزي القارئ مع هذا الاختبار لعلّ وعسى تستبشر بنفسك كونك تملك جزء من الكاريزما المحتاجة لاهتمامك واعتناءك بها.
إليك هذه الأسئلة أجب عليها بالأرقام المكتوبة بجانب كل خيار انت تختاره:
1) هل لديك حضور بين أصدقائك بشكل بارز؟
لا وجود (1 نقطة )
إلى حد ما (2 نقطة )
حضوري واضح وتأثير غيابي كبير (3 نقطة )
2) هل لديك القدرة على التأثير على آراء الناس؟
لا تأثير (1نقطة )
إلى حد ما (2 نقطة)
تأثير كبير (3 نقطة )
3) هل تعرف كيف تقود مجموعة؟
لا أعرف (1 نقطة )
ممكن ولكن لم أجرب (2 نقطة )
استطيع بكفاءة (3 نقطة)
4) هل تجعل الآخرين يشعرون بالراحة عند الحديث معك؟
لا، فبعضهم يرفض الحديث معي من الأساس (1 نقطة )
أحيانًا (2 نقطة )
الجميع يرغب في الحديث معي (3نقطة)
5) حين تتحدث للآخرين لا تكف عن الابتسام؟
نادرًا (1 نقطة )
احياناً (2 نقطة)
دائمًا (3 نقطة )
6) يمكنك التحدث مع أي شخص في أي وقت، فدائما ما يرحب بك الآخرين؟
لا أستطيع ذلك أبدًا (1 نقطة)
يمكنني إلى حد ما (2 نقطة)
يمكنني في أي وقت (3 نقطة)
والآن بعد جمعك لأرقام الخيارات التي اخترتها بين (1،2،3) إذا كانت إجابتك أكثر من 10 درجات فأنت شخص لديه كاريزما واضحة، أما إذا كانت أقل بين 7- 10 درجات فأنت شخص لا تمتلك الكاريزما المطلوبة، ولكن يمكن تطوير شخصيتك لتصل إلى الدرجة المطلوبة، وتكون قائد لمجموعة.
وبعد ذلك الإختبار استطاعوا أن يكتشفوا من خلاله بأن الكاريزما لا تحدث والشخص منغلق على نفسه ومنعزل، بل تحتاج لعلاقات اجتماعية محيطة، ومجتمع مؤثر في الفرد.
وكما تبيّن لاحقاً بأنّ الأشخاص الّذين أجروا الاختبار بعد فترة من الزمن استطاعوا ان يكوّنوا شخصية كاريزمية اكثر مما كانوا عليه، من خلال زيادة علاقاتهم بالناس وكثرة الاحتكاك مع المجتمع وهذا بالتأكيد يوضّح مدى أهمية الكاريزما في التأثير بالعلاقات العامة.
وبذلك نستطيع ان نستنتج بأن ما من شخص ينقصه أن يكون فعّال ومؤثر في الآخرين سوى ما يقنع نفسه به، ما من مؤثر لتنمية الشخص وتطويره سوى ما يؤمن به.
وما من أحد يستطيع انقاذك من براثن الضعف وقلّة الحضور الّا أنت!
2 تعليقات
جميل 💚
ردحذفحلو كتير .. مقال ممتع ومفيد .. بالتوفيق للكاتبة
ردحذفاكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.