Header Ads Widget

هل تسمحي؟

#جريدة_زادك

بقلم لُچيْنا إيهاب محمد

-لماذا أحببتيني؟ لماذا أنا؟
*نظرت إلى الخلاء أمامها في شرود، ابتسمت ابتسامة واهنة، نظرت له نظرة توحي بشيء من التعجب، ثم تنهدت وقالت:
- أما قبل؛ فأنت جارحي وطبيبي، وعدوّي وحبيبي، ووقوع قلبي بِحُبك هو قدري ونصيبي، والحب يتغلغلُ في الأعماقِ حتى يسكن ويستقر، والشوق من قلب المحب أبدًا لا يمل، فمالي غير مسيطرةٌ على القلب ومايهواه؟ فالقلب سيد الهوىٰ ويسيطر بهواه، وهل نسأل كيف للحياةِ أن تكون حياة؟
*صمتتْ لوهلة ثم أردفت:
-وأما بعد؛ فأنت الشمس والضياء في ظلمات قلبي، دخلته فأنرته، طمأنت خوفه فأمّنته، وآنست وحدته فطمأنته، ثم هجرتني فأتعبته، ومازال حبك قائمًا فيه ولم يهجرني رغم الجفاء، ومازال ظلام قلبي بنورِ حُبك يُستضاء، تركت حُبك بين ضلوعي ورحلت، ثم تسألني لماذا أحببت؟ وهل يُسأل المحب لماذا أحببت؟
*كان ينظر إليها بانبهار، قلق، وندم.
*أخذ كفيها وطبع قبلة صغيرة عليهما بحنانه المعهود التي لطالما اشتاقت له، نظر لها بنفسٌ ملأها الندم، ثبت نظره على عينيها البندقية، ثم قال:
-أما قبل؛ والله ما سيكون كلامي الآن إلا صدقًا، فـ ورب العشق مازادني الهچر إلا عِشقًا، فـلم يأنس قلبي بغير قلبك، ولم ترتوي دمائي إلا بِحُبك، ولم يهوّن عليّ صِعاب الحياة إلا نظرتك الحانية، فقد أصبحت الحياة في بُعدكِ قاسية، وسألني قلبي عنكِ مرارًا أين هي؟
*تنهد ثم أكمل:
-حاولت منع نفسي عنكِ قدر إستطاعتي، وهل يقوىٰ الإنسان على هچر راحتهِ؟ فـ أنتِ راحتي، بابتسامتك الصافية في وضح حزني تزرعين سعادتي، وكنتِ لي غيثٌ رفضته، وكنتِ لي متكئًا كسرته، وكنتِ لي منزلًا هدمته، أطلب منكِ الأن أن تعفي عني وتصفحي، وعن مابداخلك أفصحي، فـ والله إن نقائك شق ذنوبي فجعلها تستحي، وإني أريدك عونًا لي في حياتي، فهل تسمحي؟
تركت لكم النهاية مفتوحة، لتقرروا أنتم؛ هل تصفح عنه أم لا؟

إرسال تعليق

8 تعليقات

اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.