Header Ads Widget

«الفصام»


 

«الفصام»

بقلم/ الشيماء أحمد


عرف الأقدمون هذا المرض ووصفوه بعدة طرق ومنها أنه: مرض ذهاني يتميز بمجموعة من الأمراض النفسية والعقلية التي إن لم تعالج في بادئ الأمر تؤدي إلى اضطراب وتدهور في السلوك، حتى بدأ العالم «كريبلين» في دراساته المستفيضة عن الطب النفسي والعقلي عن هذا المرض أنه سماه « بالعته المبكر» إعتقادًا منه أنه مرض يتميز بالعته ويبدأ في سن مبكرة ولكنه عكس الشيخوخة.

وتعددت الآراء حول تعريف الفصام، أو من أطلق عليه هذا الاسم، حتى جاء «بلوير» عام 1911م، سماه بالفصام أو السكيزوفرنيا، ومعناه المحدد هو انفصام العقل وليس الشخصية كما يعتقد الكثيرون.


فقد عرف «بلوير» الفصام بأنه: مجموعة من الأعراض الذهانية تسلك أحيانًا مصيرًا مزمنًا للفرد، وأحيانًا نوبات متكررة، ومن المحتمل أن تتوقف هذه النوبات أو تتدهور في أي مرحلة، ولكن لا يعود الفرد للتكامل السابق لديه.


ثم بعد العالم«بلوير» جاء الكثير من العلماء ويعتقد البعض بأن الفصام عبارة عن: مجموعة من الاضطرابات العقلية التي ليس لها سبب عضوي ظاهر في الجهاز العصبي.


يصيب مرض الفصام حوالي 1,5% وهي نسبة خطيرة، على اعتبار أن هذا المرض يصيب الفرد في سن الشباب والنضج، وهي فترة العمل والدراسة والازدهار الفكري والعقلي، مما يجعلنا ندرك أن الفصام ليس ظاهرة مرضية فحسب، بل يؤثر على نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

تبين من الدراسات والبحوث أن الفصام ينتشر بين الرجال والنساء بنسبة واحدة، ولكن قد توقع بعض الباحثين أن يكون الفصام أكثر انتشارًا بين الرجال نظرًا لما يتعرضون عليه من ضغوط وأعباء الحياة.


ويمكن القول بأن الفصام يصيب الفئة العمرية ما بين15-40سنة، وقد تبين من البحوث أن الفصام ينتشر في الأماكن المكتظة بالسكان من حيث الفقر والجريمة، والحرمان، والانحرافات الاجتماعية.


أعراض مرض الفصام التي تظهر على المريض كالتالي:


أولًا/ اضطراب التفكير.

ويكون الشخص هنا مضطرب فكريًا في التعبير عن أفكاره، وأيضًا التحكم فيها من البداية.


ثانيًا/اضطراب الوجدان.

يتمثل في شدة الإنفعال، عدم التجاوب الإنفعالي، شكل الإنفعال عل حسب الموقف المعرض له.


ثالثًا/السلبية المطلقة.

وهنا كل موقف يتعرض له المريض يتخذ موقف سلبي بدون تفكير، وكأن جهازه الدماغي قد تعود على إصدار الطاقة السلبية فقط.


رابعًا/ الطاعة العمياء.

يقال للمريض لا تفعل كذا، فلا يفعل، اجلس هنا، فيجلس، بدون أن يتكلم أو يتحاور.


خامسًا/اضطراب الكلام.

يُعاني المريض من اختلاط الكلام وترابطه، أو تكرار نفس الجمل بنفس المعاني، أو فقد الكلام تمامًا.


سادسًا/اضطراب جسمي.

يظهر ذلك في إصفرار الوجه، زيادة اللعاب والعرق، زرقة الأطراف، انخفاض ضغط الدم، وغيره من الأعراض الجسمية.


سابعًا/ الهلاوس.


وهو أهم عرض من أعراض الفصام، ويتمثل في الهلاوس السمعية، الهلاوس البصرية، الهلاوس الشمية، وغيرها.


اختلف العلماء في شفاء مريض الفصام، فبعض العلماء لا يعتقدون شفائه، والحالات التي تشفى منه قليلة جدًا، وأن الفصام مرض مزمن لا يُرجى منه شفاء، ولكن في كل دقيقة يحدث جديد وأشكال حديثة من العلاج.


وسنسرد لكم الأشكال الحديثة للعلاج: 


أولًا: العلاج الطبي.


يتمثل في الجلسات الكهربائية، وتساعد مريض الفصام في حالات النوبات بدلًا من العقاقير.


ثانيًا: العلاج النفسي.

يستهدف الشخصية وتنمية الجزء السليم بها، وتخفيف القلق، وإعادة التوازن النفسي والعقلي.


ثالثًا: العلاج الاجتماعي.

يتميز بالاهتمام بالأنشطة الاجتماعية، وتجنب العزلة، وربط المريض بواقعه.


رابعًا: العلاج الجراحي.


وهذا نادر جدًا ويكون بشق مقدم الفص الجبهي، ويستخدم في الحالات المستعصية، عند فشل كل الطرق السابقة.

إرسال تعليق

0 تعليقات