*زواج القاصرات*
حقًا ذلك يحدث وبكثرة، خاصةً في المناطق الفقيرة،
الموضوع يترك في قلبي جُرحًا عميقًا، إنهن المؤنسات الغاليات؛ فكَيف أن يحدث ذلِك بهن؟
أتلك وصية رسولَك أيها الوالد؟
لا زلت أتذكر يومًا قريبًا زمنيًا عشت ذلِك الموقف أمامي، فتاة في عمر الرابعة عشر من عمرها تزوجت، وها هي الآن لديها طفلتها علىٰ يديها، وهي التي سلبت منها طفولتها في سبيل زواج القاصرات، لَم يسَعني الحديث؛ فكيف سأقنع عالمٌ مليءٌ بأفكاره تلك؟
عالم يرىٰ بأن واجب الصغير احترام الكبير مهما كان القرار خطأٌ أو صواب، تُرىٰ ألن يحاسب القانون هؤلاء علىٰ جريمتهم بحق بناتهن؟
أعلم بأن إجابة البعض أن علىٰ كل فتاة طاعة أبيها ورضا أمها، ولكن عبثًا فهموا الإجابة خطأ، إحداهن تشعر بكل الضعف أمام إجبار أبيها، لا أحفز إحداكن علىٰ الأهل، ولكن رفقًا بنا وبحالنا وبحالكم؛ فإذا تطلب الأمر بأن توقفي تلك اللعبة التي تُدار وأنتِ الضحية يا عزيزتي؛ فعارضِ، ليس حرجًا عليكِ بأن تفعلي ذلك، ولكن باحترامٍ خالصٍ لوالديك؛ فكما قال ﷲ تعالىٰ بسم ﷲ الرحمٰن الرحيم: {وبالوالدين إحسانًا}. صدق ﷲ العظيم.
فأنا هنا أحدثكم نيابةً عن كل فتاةٍ أُجبرَت علىٰ زواجها وهي قاصرة، سواء ساذجة كنتِ أو فرحةً كطفلةٍ بريئة بمسمىٰ (ها أنا عروس، وها أنا تزوجت)، ولكنني ثابتة عند نقطة واحدة بأنها جريمة في حقكن، والآن كلمة للعائلةِ التي تسببت في دمار وضيع مستقبل بناتهن، أينما كنتم، أيًا كان حالكم، أليس باستطاعة ﷲ سبحانه أن يبدلكم كما خلقكم، أن يعوضكم ولكان الصبر مفتاح لكم؟
لم تكونوا مضطرين يومًا بأن تزوجوا طفلتكم العزيزة وهي قاصرة؛ لتعوضوا عن حالتكم الاجتماعية، أو خوفًا من كلمة عانس فيما بعد؛ فلننظر للأمر بجدية أرجوكم، كيف لتفكيركم بأن يفكر في هذا؟
عانس! إنها طفلة يا سادة، كيف لكم بأن تحكموا عليها بزواجٍ وهي مجبورةً عليه، أسفًا أشعر أوقاتًا بأن الأمر كسلعةٍ، أأعجبتك أيها الغني؟
إذن خذها لك تلك البريئة القاصر وادفع ما يجب دفعه لكي نُمارس حياتنا أفضل، وكأنها عالةً لبعض الناس في حياتهم، ليس أمامي فعل شيءٌ من موقعي هذا سوىٰ أن أكتب لكم أيها السادة عمّا يحدث في بلدتي وفي البلاد الأخرىٰ، وأن القضية مهمة للمناقشة ولإيجاد حل لها؛ فها هي كتابتي أكتبها لتَصل لكم؛ لعلّها تلمس قلوبكم، لعلّ شيء يحدث يغير من الواقع الأليم، وأخيرًا وليس آخرًا، لم تكفني ألفاظي عمّا شعرت، عمّا تذكرت، عمّا أتمنىٰ بأن يصبح أفضل غدًا.
0 تعليقات
اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.