Header Ads Widget

" وتأكد ياحبيبي أني كنت صالحة لك، تأكد أني كنت بطمن لعينيك"

*"و تأكد يا حبيبي إني كنت صالحة ليك، اتأكد إني كنت بطمّن لعنيك"*
 أوقات فعلًا بنعدّي بتجربة صعبة الإختيار، ولا أنت عارف تكدّب إحساسك، و لا عارف تمشي وراه،  و دي من أصعب المراحل للشخص في حياته، حالة توهان." 

= "يعني إيه هتسيبيني؟" 
هي: "يعني ماينفعش أكمل في شيء أنا مش حساه، مش طايقة يا أخي ما تفهم بقا" 
= "و أنتِ شايفة إنك هتعرفي تعيشي من غيري! "
هي: " بلاش كلام فاضي، كلنا كنا عارفين إن الموضوع مش هيكمل، و كملنا علىٰ شان نوصل للنهاية دي للأسف. "
= " أنتِ متغيرة ليه كده النهاردة؟ ثم إننا طول الوقت بنتخانق و نتصالح إيه الجديد! فاجأة كده تقوليلي مش عايزة أكمل طيب ليه؟ تعالي نتفاهم و نحل الموضوع. "
هي: " أنت مش فاهم حاجة "
= " فهميني، بس ماتسيبنيش كده في متاهة، إني أفضل أسأل نفسي هو أنا كنت السبب في نهاية الموضوع؟ فهميني و مهما كان الأمر هنحاول نصلحه مع بعض، مش ده كلامِك؟! "
بصت للمسج و كتبتله : " بس أنا ماعنديش سبب، أنا عايزاك تسيبني، لإني مش محتاجة لحد في حياتي. "
= " يعني ده قرارك الأخير؟! "
بعد دقيقة من التفكير و تحديق في اللا شيء كتبت له: " آه قراري الأخير، و ياريت حضرتَك إذا بتحترمني ماترنش علىٰ رقمي تاني ولا تحاول توصل لي عن إذنك. "
*لم يدم الأمر حتّىٰ رآها و كأن الأمل الذي بداخله تحطّم فجأة، تحديدًا بعدما لاحظ أنها وضعته علىٰ قائمة الحظر. 
كان كل يومٍ يحدق في اللا شيء، يحدث و يبكي تارة و تنزل دمعةٌ مخالفةّ لأمره بالصمود، و كأن أقرب الأقربين لقلبه اختفىٰ من الوجود، كان أحيانًا شيئًا ما بداخله يقول له: "لعلّها تعبت من الخلافاتِ، و قسوتك عليها، لعلّها تتعافىٰ و ترجع لي في النهاية، لعلّي أتفاجأ غدًا برسالة منها، كم من دمعة خانته و نزلت علىٰ وسادته، كم كان مؤلمًا اختفاؤها فجأة بعد ما كانت كل شيء. "
صديقه: "مش هتخرج معانا يا عم؟"
= "لأ معلش ياسطا أنت عارف عندي شغل كتير، هخلص و أروح علىٰ شان تعبان شوية و مصدّع."
صديقه: " بقالك كتير حالك مش عاجبني مالك ياسطا فيك إيه؟ "
= "عادي يا عم، ده تأثير الشغل "
* ما أن يُنهي شغله حتّىٰ يذهب مُسرعًا لمتاهاته و حياته التي لا يعلم عنها أحد. "
صديقه: "كان فيه مؤتمر و أنت اللي هتروحه علىٰ فكرة." 
=" يلا هو أنا ورايا غير الشغل. "
*كان يتمشىٰ علىٰ شاطىء اسكندرية، الشاطيء الذي أحبته هي و رسمت معه أحلامًا كثيرة معه في تلك المدينة، لم ينتبه إلاّ لصوتٍ يشبه صوتها، لم ينتظر حتّىٰ نظر و وجدها هي، ملامحها البريئة كما هي، و لكن جسدها أصبح هزيل، و جهها لم يعد يُنير بالضحك، و لكن كل تلك الأسئلة التي تخُصها ذهبت من فِكره حينما تذّكر أنها جعلت منه جثة متحركة، كل ما تفعله هو العمل و منذ رحيلها أصبح شخصًا لا يستطيع التعامل مع البشر، كل ذلك بسببها، ثم اندفع إليها في غضب تملّكه. 
= "ما إحنا عايشين حياتنا أهو يا حلوة" 
التفتت لتجده أمامها صُدمت لدرجة لم تستطع الرد عليه، لعلّها لم تعتاد علىٰ تلك اللهجة و القسوة منه. 
= "ما تردي و يا ترىٰ جاية تحققي أحلامك اللي حكتيهالي و وهمتيني بيها مع مين؟ "
في تلك اللحظة سقطت دمعة من عينيها التي يملؤها الإرهاق، ثم حاولت التحدث بجملة واحدة: "أنت مش فاهم حاجة." 
ما أن أنهت جملتها حتّىٰ ارتفعت نبرة صوته و دموع في عينيه قائلًا: " أنتِ أنانية، كان لازم أفهم يوم ما قولتيلي إنك هتأذيني لو دخلتي حياتي، بس أنا كنت غبي، براڤو بجد علىٰ التمثيلية دي، هااايل بجد هايل كله علىٰ قفايا، مش هسامحك و هنتقم منك علىٰ اللي عملتيه فيا ده. " 

قال آخر جملة له و هو بالكاد يُخفي و يكتم دموعه أمامها حتّىٰ رحل مُبتعدًا عنها تاركًا إياها في شلال دموع، غير مهتم بها، تلك الدموع التي لم يكن ليترك نزول دمعة واحدة منها يومًا، الآن لم يعد يهمه الأمر. 
= " هنتقم منها، كان لازم أفهم إني تسلية ليها، إزاي انخدعت كده، و علىٰ إيه دموعي نازلة، و زعلان عليها ليه؟! "
أفاق في الصباح ذاهبًا للبحث عنها، حتّىٰ وجد عنوانها بصعوبة، ذهب ليعاقبها بطريقة الشباب الخاصة، أخذ يطرق باب الشقة بقوة حتّىٰ أخيرًا فتحت له الباب و هي تستطيع بالكاد تستطيع الوقوف، بمجرد رؤيتها حتّىٰ خفق قلبه بألم و حتّىٰ استندت عليه فقام بكل هدوء ليُدخلها، كانت مُتعبة جدًا ثم نظرت إليه و بدأت بالبكاء. 
= "خلصتي دموع تماسيح؟! بتعملي إيه هنا في اسكندرية لوحدك؟! جاية للضحية الجديدة؟! "
بدأت دموعها تتساقط بقوة ثم استجمعت قوتها لتقف قائلةً له: "اطلع بره حالًا." 
= " بتحلمي! أما أعرف استفدتي إيه من اللي عملتيه فيا همشي. "
هي: " كنت نزوة و انقضت و راحت لحالها فكك مني بقا، و سيبني في حالي. "
ما إن أنهت جملتها حتّىٰ مسك كتفيها بألم و هي تبكي حتّىٰ سقطت مغشيًا عليها. 
لم يدم الأمر ثواني حتّىٰ سمح لنفسه أن يذهب بها للمستشفىٰ. 
الدكتور: "حضرتَك مين؟ "
= "أنا... أنا..جارها. "
الدكتور: " طيب دي بتتعالج من الكيماوي، باين عليها ما أخدتش الجرعة بقالها شهر، الوضع حرج ما أقدرش أقولك غير ادعيلها."

*سقطت الكلمات عليه كصاعقةٍ اخترقت صدره و روحه، كيف حدث ذلك و متىٰ؟! قام للصلاة جلس ليبكي و يدعي فقط دعا ﷲ بألّا يكون ذلك ما حدث جزاءًا لها بسبب تركها له، بكىٰ الكثير و الكثير. 
الدكتور: "هي عايزة تقابل حضرتَك دلوقتي، أتفضل."
= "حاضر يا دكتور، بس هي بخير مش كده؟" 
الدكتور: " أنا أسف أنا مش ضامن أي شيء، حالتها متأخرة جدًا. "
* دخل و جلس بعيدًا عنها في صمت، كل ما يتحرك هي دموع كلاهما.
هي: "باين عليك تعبان أوي" 
رد بضعف: " أنتِ تعبانة؟! "
هي: " أكيد مش قدك، ماتقلقش عليا. "
رد بصوت تملؤه الخنقة: " من امتىٰ، و إزاي و.. و.. "
ماكملش كلامه و عيط علىٰ حالتها، بس قلبه كان بيعيط علىٰ حالهم الإتنين. 
هي بإبتسامتها اللي بيحب يشوفها: " قبل ما أسيبك بأسبوع، تعبت و عرفت سبب تعبي، ماكنش ينفع أقولك كنت هتتمسك بيا أكتر، و ماينفعش أشوفك بالمنظر ده قدامي كنت خايفة أضعف و أسيبك تعيش الألم معايا و أنت ماتستاهلش ده، كنت قنبلة مؤقتة و هتنفجر، كان لازم أضمن أقل عدد من الخساير، فاكر إني سيبتك يا أهبل، هو أنا ليا غيرك بعد أهلي و صحباتي؟! "
ثم دمعت عيناها في ضعف ليرد هو في وسط دموعه: مش زعلان منك بس ارجعي زي الأول، ده اللي أنا عايزه، تكوني بخير. "
هي: " شوفت، أهي دي الحالة اللي ماكنتش أتمنىٰ أشوفك فيها، هانت. "
= "عايزاني أتخانق معاكي دلوقتي علىٰ كلامك ده يعني؟! "
هي: " لأ طبعًا، مش قادرة أتخانق أصلًا، عارف كان نفسي في إيه؟ كان نفسي نتجوز و نيجي شقة اسكندرية و نطبع رسايلنا، و نروح السينما كتير و نمشي و نعمل حاجات مجنونة في الشارع و أنا ماسكة إيدك، كان نفسي نتخانق أكتر من كده و أجيب بيبي فيه منك كتير، بس ربنا مش كاتبلنا ده، ممكن ماتقفلش قلبك من بعدي؟! "
دمعت عيناهم و رد هو: " بطلي دراما، هتقومي و أحسن من الأول علىٰ فكرة. "
هي: " حاسّة إني ظلمتك. "
= "ظلمتيني فعلًا علىٰ شان كتمتي طول الفترة دي في نفسك و لأول مرة في حياتِك تخبّي و تكدبي عليا! أنتِ زعلانة؟" 
هي: " آه زعلانة، و غاضبة جدًا، زعلانة إني سبب في حالتك يوم ما شوفتني، زعلانة علىٰ شان ظنيت فيا سوء الظن، و أسفة علىٰ شان خبيت عليك، بالله ما تقفل قلبك. 
= " أنا أصلًا مسامحك و الله يلا بقا قومي يا.... "
لم ينهي كلامه حتّىٰ سمع الشهادتين، حتّىٰ نظر ليرىٰ عيناها مغلقتان لا تتحدث، أخذ يبكي و يحاول أن يجعلها تفيق قائلًا: " مش هدايقك تاني، طيب اصحي و هنعمل كل حاجة مع بعض، طيب سايباني لمين؟ اصحي بالله عليكِ. "
لم يتلقىٰ رد منها لم يدم الوقت طويلّا حتّىٰ أعلن الدكتور عن وفاتها. 
اليوم بعد مرور سنوات يجلس علىٰ الشاطيء بجانبه فتاةٌ صغيرة ينظر لها حتّىٰ دمعت عيناه قائلًا لنفسه: أنا اتجوزت علىٰ شانِك أنتِ و بس علىٰ شان كنتي دايمًا بتختاريلي الصح، و متأكد دلوقتي إن ده الصح، بحبك لسه، استنيني لحد ما أجيلِك، ربنا ما كتبليناش في الدنيا نصيب، بس بإذنه هيرزقني بيكِ في الجنة. "
ثم نظر للفتاة الصغيرة التي أسمّاها تيمُّنًا بإسمها من تركته و رحلت، نظر إليها و هي تقول:  "باابيي باااا باااا" ليحتضنها، ثم جاءت زوجته التي عوضت جزءًا صغيرًا من فقدانه لها، نظر لها ثم قال: "تعرفي إن كلامها كان صح؟!"
زوجته بدون فهم : "كلام إيه و كلام مين؟" 
رد بدون وعي بصوت لا تسمعه زوجته و كأنه يحادث نفسه: " أصعب حاجة إختيارك و حيرتك بين حاجتين عكس بعض ولا أنت قادر تختار واحد منهم ولا قادر تتنازل عن الإتنين، ماقدرتش أنساها و تموت جوايا ولا قدرت أمنع نفسي من التفكير فيها، و بص للبحر و قال: وحشتيني أوي."
#مروة_صبري

إرسال تعليق

0 تعليقات