Header Ads Widget

وكنت أنت نصيبي

#جريدة_زادك

بقلم مروة صبري

*"علاقات الكلية فيها مزيج مشاعر غريب، فيها حب، إعجاب، وجع، صداقة بجد"*

حكايتي بدأت من هنا. 

كلنا كنا أصحاب في الكليّة، بس أنا كنت صديقة "مالك" المقرّبة، كان بيحكيلي كل حاجة، حتّىٰ إعجابه بيها كنت أول واحدة تعرف.

مالك: إزّيك يا مروة، عاش من شافِك مختفيّة فين كده !

بصتله وماردتش.

مالك: باين فيه حاجة مدايقاكِ فيه إيه؟! 

بصتله ورديت بتلقائية: مافيش، بقولك إيه، مش هتخطب بقا وتفرحنا بيك يا برو.

مالك: في الهروب من المواضيع ماعندكيش ياما ارحميني!.

ضحكت ضحكة خفيفة وبصّتله علشان يجاوب علىٰ سؤالي.

مالك: بصي، أنا معجب بيها أوي فعلًا، بس الخوف مسيطر اللي هو بقالي فترة كدا عايز أفتح معاها الموضوع، بس خايف من ردة فعلها. 

= أنت غبي؟ يابني هو إيه اللي خايف ونيلة؟ يابني من أول سنة لينا وأنت متنيل واقع، ما تنجز بقا علشان بجد حرام علاقتكم تطوّل كدا ومافيش حاجة رسمي. 

مالك: إيه رأيك أفاتحها النهاردة في الموضوع، بس بشرط تيجي معايا وأنا بتكلم معاها. 

= نعم! أنت اتجننت، لأ طبعًا، وبعدين يا عم آية بتحبّك وهتصونك بإذن ﷲ، خفّ توتر بس وروح لوحدك، وبعدين هتشيل مسؤولية إزاي؟ 

مالك: عندِك حق، طيب تمام هحكيلِك بكره، سلام. 

= سلام ياعم.   

مروووووووووة.

= إيه يابني أنت، فيه إيه علىٰ الصبح كده؟

مالك: وافقت يا فرحتي من امبارح.

= قولتلَك إنها هتوافق، ألف مبارك، عقبال يوم الخطوبة بقا. 

الحياة كانت ماشية تمام، ومالك اتفق مع آية إنه هيحدد ميعاد مع باباها بعد المتحانات ماتخلص، لحد اليوم اللي غيّر كل شيء، 

كنت قاعده بذاكر في المكتبة، ولقيتها جايّة وتعابير وشّها متغيرة.

= آية، إيه الأخبار، مالك كده فيه إيه؟ 

آية: مروة، أنا كنت عايزة أتكلم معاكِ في موضوع من غير فهم غلط. 

= اتفضّلي يا بنتي اتكلمي.

آية: أنا عارفة إنكِ ومالك أصحاب، بس.... بصتلها وطمنتها بمعنىٰ كمّلي،

بس فيه كلام كتير انتشر عنكم، يعني بتتكلموا كتير وكدا وبعدين كلها 4 أيام ومالك هيكون خطيبي رسمي، أنتِ فاهماني صح؟

ضحكت ضحكة خفيفة علىٰ غيرتها عليه، وقولت في نفسي: بتغيري علىٰ مالك العبيط.

= بصي يا آية، زي ماقولتي احنا أصحاب وبس، وأكيد اللي قالولِك كدا علشان يزرعوا فيكِ الشّك، اطّمني، وإذا خايفة، أنا كدا كدا كنت عاملة حساب يوم زي ده؛ فهبعد عن مالك بس بالله ماتزعلي، وياريت ما تزعليهوش، تمام. 

لقيتها بصّت بحيرة كإنها عايزة تقولي حاجة بس محرجة.

= قولتلها ولا يهمك، مالك مش هيعرف حاجة، اطمّني عن إذنك. 

مشيت وسبتها وأنا فرحانالها علشان نصيبها كان "مالك"، وزعلانه علشان فترة "مالك" هتنتهي في حياتي. 

 

تاني يوم كنت قاعدة في المكتبة كالعادة سرحانة في رواية.

فوقت علىٰ اسمي.

 "مروة".

 بصيت لقيته مالك، قولتله أنا كنت لسّه ماشية. 

مالك: ماشية! بس مش عادتك إنك تمشي دلوقتي.

=معلش يا مالك، عندي شوية حاجات كدا لازم اعملها في البيت،

 وسيبته ومشيت من غير ما أسمع رد منه. 

كنت ماشية وتايهة إزاي أعامله كدا؟ ده كان دايمًا بيساعدني. كنت زعلانة أوي من نفسي وعليه، الموضوع اتكرّر كتير، كل ما يحاول يتكلم معايا أو يحكيلي حاجة زي المعتاد، بقيت بتهرب، آخر مرة قالي: إذا كنتِ بتتهربي مني علشان حد تاني جديد قوليلي.

كلمته وقعت علىٰ قلبي زي التلج، إزاي يفكّر كدا؟ أنا ماليش في جو البنات ده ولا الارتباط، وهو والكليّة كلها عارفة كدا سمح لنفسه إزاي يقسىٰ كدا؟

قررت إني هسافر عند خالتي إسكندرية من غير ما أعرّف حد غير أهلي، مع توصية كبيرة إنهم ما يقولوش لحد مكاني.

 

في الكلية.

آية: فيه إيه يا مالك؟ سرحان بقالك فترة.

مالك: لأ مافيش، بقولِك إيه مروة بقالها فترة مش بتيجي، ماتعرفيش فيه إيه؟ 

ظهرت علىٰ وجه آية الغيرة وردت: لأ ماعرفش، وفونها مش بترد عليه، كنت هعزمها علىٰ الخطوبة بكره وبقالي يومين برن عليها ومش بترد.

مالك: خير بإذن ﷲ.

 

بعد 4 شهور، رجعت القاهرة واكتشفت إن خطوبة مالك وآية اتفركشت؛ بسبب مشاكل كتير، حتّىٰ ماحاولتش أعرف حاجة عنهم، خليني بعيدة عنهم كدا أفضل. 

عدّت سنتين، اشتغلت في كذا شركة علشان أوفّر لنفسي مكان كبير ومكانة كويسة.

لحد ما تم نقلي لفرع إسكندرية وكان لازم أحضر الإنترڤيو للفرع هنا. 

دخلت بعد ما الصوت قالي اتفضلي، كنت حاسّة الصوت مألوف، بس مش فاكره مين واتفاجأت، مالك! 

 لقيته وقف في ذهول.: مروة!

سكتت كالعادة في ذهول، وبقول في نفسي: آخر شخص كنت أتوقّع إني أقابله هنا.

اتكلمت وقولتله: أنا هنا علشان الإنترڤيو مع حضرتك.

استغرب مني، أنا حتّىٰ ما سألتوش عن أخباره.

الإنترڤيو انتهىٰ مع موافقة انضمامي للشركة. 

كنت خارجة وسمعت صوته باسمي: مروة، لو سمحتِ؟

التفت ليه: نعم حضرتك؟ 

مالك: اسمي مالك يا مروة أنتِ نسيتي ولا إيه؟ 

= لأ طبعًا، مانستش عن إذنك عندي شغل. 

مالك: مروة، أنا آسف علىٰ آخر مرة اتكلمت فيها معاكِ، أنا عارف إن الموضوع دا من فترة كبيرة، بس أنا آسف ماجتش فرصة اعتذرلِك وأنتِ اختفيتِ كمان. 

كُنت كاتمة دموعي؛ لإنه فكّرني بجملته ليا: "إذا كنتِ بتتهربي مني علشان حد تاني جديد قوليلي."، رديت بكل هدوء ولا يهمك، أنا عايزة أمشي.

مالك: لسّه بتتهربي زي مانتِ، عايزة تعيطي، صح؟ أنا هسيبِك دلوقتي، وفعلًا أنا آسف. 

كنت بحضر معاه مؤتمرات ومقابلات كتير، وكلامي معاه بحدود، لحد مافي يوم دوخت ووقعت. 

فوقت وهو جمبي كان بيعيط ويقرأ قرآن، كان خايف، لقيته خلّص وفضل يكلمني وأنا مغمضه: مروة، فوقي بقا بالله ماتقلقنيش عليكِ أكتر من كدا، أنا آسف علىٰ كل مرة زعلتِك فيها، أنا بحبك فعلًا مافهمتش دا إلاّ أما بعدتِ واختفيتِ فجأة، ممكن تفتحي عنيكِ طيب! وبدأ صوته يتغير للهجة العياط. 

عيّطت وفتحت عيوني، وكل اللي فاكراه من كلامه كلمة "بحبك". 

خرجت من المستشفىٰ والعربية أخدتني لمكان قمر أوي، كان واقف ومعاه أهلي، قدّم عليا وركع علىٰ ركبة ونص وغمزلي وقالي: أنا متأكد إنك بتحبي الحركة دي، بس ماقولتيش لحد بحبك، وأتمنىٰ تكوني مصونة بيتي، يلا وافقي بسرعة علشان رجلي وجعتني.

ضحكت ضحكة خفيفة وقولتله: بتحبّني؟ 

مالك: لأ طبعًا، مين قال كدا؟ أنا عايز أرجع الجزء المفقود منّي بيكِ أنتِ وبس.

إرسال تعليق

0 تعليقات