بقلم أسماء تركي
وليمة لحم المتوفى - جزيرة بابوا في غينيا
تنتشر في غينيا- شمال نيوزيلندا وأستراليا - مئات القبائل البدائية التي مازالت تعيش في أدغال وأحراش غاباتها المطرية الكثيفة بمعزل عن العالم لآلاف السنين ومن أغربها قبيلة فور التي تتميز بعادات وتقاليد غريبة.
تعيش قبيلة فور في عزلة عن العالم حيث تعيش في أرض غينيا وتحديدًا فوق المرتفعات الشاهقة لمقاطعة البابوا ذات التضاريس القاسية، حيث يستخدمون أقنعة طينية مرعبة الشكل وذلك لترويع أعدائهم حتى ترضى عنهم معبوداتهم وفق اعتقادهم. كما أنها كانت أكبر قبيلة آكله للحوم البشر وهي ما يطلق عليه "وليمة لحم المتوفى " وهي وليمة يجتمع فيها رجال القبيلة على المائدة ويتحدثون فيها عن محاسن وصفات المتوفي ويبدؤون بضرب رؤوسهم وإطلاق أصوات مرعبة لتهرب الأرواح الشريرة وإيذاناً للنساء ببدء طقوس مروعة، حيث تصل إليهن جثة المتوفى وينطلقن به إلى المذبح ومكان الطبخ ويبدأن في مراسم الدفن العجيبة، وذلك من خلال بدء تقطيع جسد المتوفى إلى أجزاء صغيرة كلحم، واختيار باقي الأعضاء كالقلب والكبد والكلى والمخ وهي أهم شيء في جسد المتوفى وأكثرها استخدامًا عند الأكل.
يتم تقديم لحم المتوفي في الحساء الذي تعده نساء القبيلة ولا يأكل منه إلا من كان يحب الشخص الراحل فقط، مع الاهتمام بأقارب المتوفي من الدرجة الأولى وهم أطفاله وزوجته فيخصص لهم الكبد والمخ والقلب من جسده ثم يقوم أفراد القبيلة بالفعل الأكثر فظاعة، وهو شرب دماء المتوفى كتحلية بعد الوليمة.
واستمرت القبيله على هذه العادة المروعه والغريبه فكانت أكبر قبيلة آكله للحوم البشر قبل إصابتها بداء كوريو، وقد أدى ظهور هذا المرض الجديد والغريب أن يكون سببًا رئيسًا في القضاء على عادة من أسوأ العادات في تاريخ البشرية، حيث كان المرض يصيب الجهاز العصبي
ويسبب حالة من الارتعاش اللاإرادي في اليدين والقدمين، فلم تكن مثل هذه الأمور شائعة لدى قبائل البابوا.
كما أنهم لم يكونوا على دراية بالطب والأطباء، ولهذا اعتقدوا أن ذلك المرض جاء نتيجة أكل لحوم الموتى، وأنه إذا استمر فسيقتلهم جميعًا، وعلى الرغم من ذلك بقي القليل من تلك القبائل يمارسون هذه العادة المقززة، واستعاضوا عن أكل لحوم البشر بحرق الجثث حاليًا.
0 تعليقات
اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.