Header Ads Widget

الخذلان

#جريدة_زادك
بقلم إسراء إمبابي


    يأتى  دائماً  من الجهة  الغير متوقعة، ومن أناسٍ المفترض أنهم يحبوك قدر حبك لهم، تتسلل الخيبات دائمًا من  أكثر   الأماكن التي  كنت  تظنها  أمانًا، تتفاجأ حين تأتي الضربة من أقرب الأقربين، فاليد التي كنت تمدها للمساعدة لم تكن تتوقع يومًا  أنها سترد إليك بصفعة على وجهك، وقلبك الذي كان يحتويهم في أوقات ضعفهم، هو ذات القلب الذي تلقى منهم الطعنات واحدة  تلو الأخرى، وذلك الكتف الذي كان يستندون إليه في أوقات الانكسار هو ذاته الذي أثقلوا عليه المتاعب حتى وهن، وتلك الملامح  التي كانت تتفحصه تهون عليهم، استطاعوا أن يسكنوا بها الحزن، وتلك اللمعة التي كان يلمحها في أوقات فرحهم، فقد بذلوا قصارى جهدهم حتى تنطفيء، وتلك الروح التي كانت تشع لهم نورًا، استطاعوا بأفعالهم أن يعلموها. 

    

    فالخذلان من المواقف التي قد تمر على الإنسان، وكذلك من أصعب المشاعر التي تؤلم الإنسان هي مشاعر الخذلان؛ لأن من وهبناهم قلوبنا وأرواحنا قدموا لنا الغدر والخذلان، فمن جعلناهم سندنا وقوتنا قاموا بخيانتنا، فانكسرت قلوبنا وضعفت أجسادنا، لم نتوقع هذا منهم، فقد قدمنا لهم ما استطعنا من حب ووفاء ولكنهم خذلونا، خيبتنا بهم لا يمكن وصفها فقد قابلوا كل هذا القدر من الحب والهجر والفراق. 


    ليس غريبًا أن يأتيك الخذلان من صديق حميم، أو ممن كنت تظنه أقرب الناس إليك؛ فالخذلان ينقسم إلى ثلاثة أقسام: 

        1-الخذلان البشري: هو الذي يأتي من البشر حولنا بعدم الوفاء مثل خذلان الصديق صديقة وقت الحاجة إليه، فى بالتالي تنقطع كل روابط الصلة بينهم، ولن تعود مرة أخرى وأن عادت فتعود أقل مما كانت فيه. 

        2-الخذلان الطرفي: يعتبر من أصعب أنواع الخذلان، فهو بمثابة التحطيم النفسي الذي يقوم بهدم كيان الفرد إذا رأى من الأشخاص المقربين موقف مخذل، وتكمن صعوبة هذا النوع فى أنه يظل الفرد محير فى القدرة على التفكير.

        3-الخذلان الذاتي: يعتبر أصعب من الخذلان الطرفي، وذلك لأنه لابد أن يكون للإنسان قيمة أمام نفسه، وتعتبر هي القيمة الأعلى، وعندما تشعر بالصدمة الشخصية من نفسك لن تعيش بعذاب بمقدار الصدمة، عندما تنصدم من الأخرين. 


    يعتبر شيء مؤلم حين يوجعك شخص تحبه، ونشعر بالانتهاء من كل شيء حولنا، فلا تقلقوا  بشأننا  بعد رحيلكم فأعراض  انسحابكم  من  حياتنا ستختفي،وسنتعافي  تدريجيًا، وستظهر  بصورة  تخالف  كل  ظنونكم، وبرغم ذلك لن تتوقف الحياة، ولن يكف الناس عن العيش في جماعات وسيكون ثمة مَن ينتظر سقوطنا بل تلاشينا، علينا إذاً أن ندرك تماماً أن طبيعة الحياة سجال بين الخير والشر، والجمال ونقيضه، وأن ندرك متى نذهب في علاقاتنا لمرافئ الصداقة الحقة، أو أن نُبقيها سطحية في حدود زمالة العمل أو المهنة أو أن تكون محلاً للثقة والاحترام. 

إرسال تعليق

0 تعليقات