بقلم إسراء إمبابي
أهلا بيكم متابعيني الأعزاء، أرجو من الله أن تكونوا دائمًا بخير، سوف أكملُ حديثي اليوم عن تعدد الزوجات التي سبق وتحدثتُ فيه، ولكن سأكمل من جانب آخر، جانب تأثير هذا التعدد ومايلحق به من طلاق الزوجين الذي يسبب أذى نفسي على الأبناء بل على النساء والرجال، ولقد ذكرتُ في المقال السابق مفهوم التعدد وحكمه وبعض الأسباب المؤدية لهذا التعدد.
تأثير الطلاق على الأبناء
يوجد رجال لا يهتمون بأمر أبناهم ومايخصهم، ولايفكرون فيهم عند القيام بذلك، ولا يعلمون أن ما يقومون بفعله له تأثير سلبي بحت يعود على الأبناء، وذلك لأن بعض النساء عندما يتجوز زوجها مرأة آخر عليها، تثور وتغضب، وهذا الغضب يدفعها إلى طلب الطلاق، فبالتالي أصبح كلا الزوجين لا يفكرون بأبناهم، وكلٌ منهم لا يُفكر إلا بنفسه، فتتضرر الأبناء تبعٍ لذلك.
-فالأطفال أكثر عرضة من غيرهم للتأثر النفسي والسلوكي، بحيث إنّ الطفل يحتاج إلى أسرة سليمة وغير مفكّكة حتى ينمو بالشكل السليم والصحّي، فيما يلي بعض التغيرات على تصرفات الأطفال الناتجة عن الطلاق.
1- الشعور بالنقص وقلة الاهتمام: تأثير الطلاق على الأطفال قوي، فدائمًا ما يحتاج الطفل إلى الشعور بالجو الأسري، وفقدانه يسبّب له العديد من المشاكل النفسيّة، وخاصةً عندما يرى أصدقاءه يعيشون حياةً طبيعيّة مع كلا الوالدين، وهو يعيش مع أحدهم ويفتقد للآخر.
2- الحزن والوحدة وحدة الطباع.
3- حدوث مضاعفات سيئة على عملية النمو الطبيعي للطفل سواء كان النمو الجسدي أو السلوكي والعاطفي، فيمكن أن تتأخر مرحلة النضج لدى الطفل ويستمر بالتصرف بشكل غير لائق، وقد تواجهه بعض المشاكل كالتبول اللاإرادي، وهذا ينتج عن شعور الطفل بعدم محبة والديه له، وعدم اهتمامهم به.
4- التصرف بحدة: قد يصبح الطفل عدائيًا تجاه أحد والديه أو كليهما، مما يعرضه للإصابة بالاكتئاب والإحباط الشديدين، وكذلك حدوث مشاكل في بعض العادات اليومية للطفل كالنوم وتناول الطعام، بحيث يصبح غير قادرًا على النوم بشكل صحي، أو تناول الطعام نتيجةً للتفكير الدائم بمشكلة والديه، أو بالطرف الذي لا يعيش معه حاليًا، كما أن الأطفال من عائلات مطلقة يغلب على تصرفاتهم طابع العدوانية, و في أغلب الأحيان لا يستمر الأطفال في صداقاتهم، و يمكن أن يتورطوا بعلاقات غير أخلاقية خاصة إذا كانوا بمرحلة المراهقة، و في حال بلوغهم و إقدامهم على الزواج تكون احتمالية انفصالهم عن الزوج أكبر وفي وقت مبكر.
5- الشعور بالذنب: قد ينتج عن الطلاق بعض الخلافات حول حضانة الأطفال والدعم المادي، كما قد ينتج بعض الخلافات بسبب مواعيد زيارة الأطفال أن مثل هذه الخلافات تزيد من توتر الأطفال وتشتتهم، و قد يولد لديهم الشعور بالذنب، وذلك لاعتقادهم أنهم اسباب الخلاف بين الوالدين، فيشعرون بالذنب نتيجة تصرفاتهم غير الصحيحة، وخصوصًا في حال تمّ الطلاق نتيجةً لخلاف الزوجين على أمور التقصير في مسؤولياتهم اتجاه الأطفال، أو عدم مقدرتهم على تلبية احتياجاتهم.
6 - الكذب والخداع: اتباعهم سلوكيات غير سليمة كالكذب، والخداع، بالإضافة إلى تراجع الرغبة بتكوين العلاقات الاجتماعية، والتراجع في المستوى العقلي والتحصيل الدراسي، الزيادة بنسبة تعرضهم للأمراض وهذا بسبب التأثير النفسي على مناعتهم.
يبدأ ظهور التأثير السلبي على الأطفال مع بدء إجراءات الطلاقة، و الحالات الأكثر شيوعًا بين الأطفال هو تعرضهم للحزن و الوحدة و حدة الطبع، وانعدام الثقة بالنفس، وقد ناقش الباحثون في أي مرحلة يواجه الطفل الصعوبة الأكبر في التكيف مع طلاق الوالدين، فقد وجدت بعض الدراسات أن الأطفال الأصغر سنًا يعانون أقل ويتعاملوا أفضل ويهابوا الطلاق أقل من الأطفال الأكبر سنًا، ولكن بعض الدراسات الأخرى وجدت أن الأطفال الأصغر سنًا يتكيفوا بصعوبة أكبر من الأطفال الأكبر في وقت حدوث الطلاق، وأشارت نتائج دراسات أخرى أن حالات الطلاق التي تحدث قبل بلوغ الطفل تؤثر وتعتبر خطر كبير على التطور العاطفي والاجتماعي للأطفال مقارنة بغيرهم من الأطفال الأكبر سنًا.
وفي نهاية الحديث اتمنى أن تعمكم جميعًا راحة البال والهدوء والتماسك، وأن نفكر في مصلحة الأبناء ونضعها في الأولوية عن أي شيء آخر، لكي تصلوا بهم إلى الأستقرار والأمان، وبعد ذلك يأتي التفكير في ماذا نريد نحن، وماذا نفضل، ولكن نضع الأولويه للأبناء.
0 تعليقات
اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.