أتحدث اليوم عن عادة مدمرة للإناث وهي الختان.
تختلف طريقة ممارسة هذه العملية بحسب المكان والتقاليد، لكنها تجرى في بعض الأماكن دون أي تخدير موضعي، وقد يُستخدم "موس أو سكين" بدون أي تعقيم، أو تطهير لتلك الأدوات المُستخدمة في هذه العملية، كما يختلف العُمر الذي تجري فيه هذه العملية من أُسبوع بعد الولادة، وحتَّى سن البُلوغ.
تشتمل هذه العمليَّة على إزالة أجزاء مِن الأعضاء التناسلية الأنثوية، قدَّر صُندُوق سُكَّان الأُمم المُتحدة سنة 2010 أنَّ 20% مِن الإناث اللواتي خُتِنَّ تمَّت إزالة الجُزء الخارجي مِن أعضائهنَّ التناسُليَّة وخياطة فرجهنَّ، وهي العمليَّة المعروفة بـ«الختان الفرعوني»، أو «التَبتِيك»، الشائعة في شمال شرق أفريقيا بِالأخص، اما تقرير "اليونيسف" فقد أظهر أن أغلب الإناث التي تجرى عليهنَّ عمليَّة الختان لم يتعدين الخامسة مِن العُمر.
في الوقت الحاضر ينظر العديد مِن المُجمتعات حول العالم على أنها إحدى أبرز أشكال التمييز الجنسي، ويرى البعض الآخر أنها مُحاولة للتحكُّم بِالحياة الجنسيَّة لِلمرأة، وجماعات أخرى تنظر على أنها علامة مِن علامات الطهارة، والعفَّة، والتواضع.
غالبًا ما تُقدم النساء البالغات على ختن بناتهنَّ، اللواتي يعتبرن هذا الفعل مدعاةً لِلشرف، وإنَّ عدم الإتيان به يُعرِّضُ بناتهنَّ إلى العار، أو الإقصاء الاجتماعي.
الآثار الصحيَّة المترتبة على ختان البنات
تختلف باختلاف طبيعيَّة العمليَّة، فقد تُعاني الأنثى التي تم إجراء العملية لها مِن:
- إلتهاباتٍ مُتكررة.
-صُعوبة في التبوُّل، وفي تدفُّق الطمث.
- بُروز خرَّاجات.
- صُعوبة في حمل الجنين. -مُضاعفاتٌ عند الولادة.
-نزفٌ مُهلك.
ولا يوجد أيَّة فوائد صحيَّة لِهذه العمليَّة
- مصر هي أكثر الدول مِن حيث عدد الفتيات اللاتي أجريت عليهنَّ العملية حول العالم.
- الصومال، وغينيا، وجيبوتي الأعلى نسبةً في عدد المختونات
تنص قوانين أغلب الدُول التي يُشاعُ فيها ختان الإناث على عدم شرعيَّة هذا الأمر، على أنَّ القوانين الرادعة لِلختان قلَّما تُطبَّق.
انطلقت مُحاولاتٌ وجُهودٌ حثيثة لِإبطال هذه العادة مُنذ سبعينيَّات القرن العشرين، عبر مُحاولة إقناع الناس بِخُطورتها وضرورة التخلَي عنها، وفي اجتماعٍ لِلجمعيَّة العامَّة لِلأُمم المُتحدة سنة 2012، صوَّت الأعضاء بالاجماع على ضرورة تكثيف الجُهود لِإيقاف ختان الإناث حول العالم، باعتبار أنَّ هذا الفعل يُعد خرقًا لِحُقوق الإنسان.
كانت الأمم المتحدة قد أعلنت السادسَ مِن شُباط (فبراير) «يومًا عالميا لرفض ختان الإناث» على أنَّ هذه المُعارضة الأُمميَّة لم تمُر هكذا، وسوف يتواجد الكثير مِن الانتقادات، وبالفعل تعرَّضت للانتقاد المُكثَّف مِن قِبل عُلماء الإنسانيَّات (الأنثروبولوجيا) بالأخص.
فعلى سبيل المِثال: كتب الدكتور "أريك سيلڤرمان"، يقول: أنَّ خِتان الإناث استحال إحدى المواضيع الأخلاقيَّة المركزيَّة في علم الإنسانيَّات، طارحًا أسئلة مُعقدة عن النسبويَّة الثقافيَّة، ومدى شُموليَّة التسامح البشري وعالميَّة حُقوق الإنسان، ومدى تقبُّل الناس لِعادات وتقاليد بعضهم البعض.
0 تعليقات
اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.