
بقلم ملك ربيع تركي
_المحاضرة خلصت، حد عنده أي سؤال؟
_لا، شكرًا يا دكتورة.
طلعت المكتب، الساعة كانت 12، عندي محاضرة الساعه 1 وهروح.
_السلام عليكم
_عليكم السلام، إتفضل يا دكتور آدم
_عامله إيه يا دكتورة ملك؟
_الحمدلله بخير
_طيب، أنا كنت عند دكتور أيمن وكان عايزك تروحي عشان تمضي الورق دا، وأنا كدا كدا كنت معدي من قدام مكتبك فاجبته معايا.
_تمام شكرًا يادكتور آدم.
_طيب، إنتِ عندك محاضرة إمتي؟
_كمان ساعة كدا
_طيب أنا مفطرتش، ومتأكد إنك مفطرتيش متيجي نفطر سوا؟
_أنا آسفه بس عندي شوية حاجات هخلصهم كدا، بالهنا ليك إنت.
بصلي بصة أنا فاهماها كويس، آدم بقاله سنة بيحاول معايا والغريب إنه لسه بيحاول، هو عارف إني مش هقدر بعد طلاقي، بقيت بكره الرجّاله كلهم من بعد ال حصلي، أنا عارفة إن آدم مختلف، بس أنا مش هقدر.
_طيب أنا هستأذن أنا
_تمام إتفضل.
خرج وهو زعلان كالعادة، عمري ماحبيت أدايق مني حد وخصوصًا آدم، قلبي بيوجعني لما كل مرة يتكلم معايا وأكسر بنفسه كدا، بس بردو مش هينفع أظلمه وأظلم نفسي تاني، شرحت آخر محاضره وروحت.
_إزيك ياماما
_الحمدلله ياحبيبتي، يالا غيري عشان تتغدي
_لا مليش نفس، تعبانة وهنام، بالهنا إنتِ
_هتسيبيني أكل لوحدي يعني؟
_معلش ياماما مش قادرة والله
_ماشي.
لقيتها زعلت أقعدت أكلت معاها ودخلت نمت، بقيت أهرب من كل حاجة بالنوم، وأولهم تفكيري وإحساسي بالذنب تجاه آدم مع إني معملتش حاجة، أنا ال أتكسرت وإتهانت، صحيت المغرب لبست ونزلت أتمشى على البحر، بحب أوي البحر وقت الغروب وشكل السماء والجو، ونسمةالهوا اللطيفة، بحب لما أبقا مدايقه أنزل أقعد قدام البحر من غير مشتكيله همي زي الناس ما بتعمل؛ أنا مجرد ما بقعد قدامه برتاح.
_والله لو ينفع أقتل البحر دا كنت قتلتهولك
أتخطيت لما سمعت صوته، كنت سرحانه ومش فِ الدنيا أصلًا.
_آدم؟
_أها يستي، بتحب البحر أكتر مني ليه بقا؟ ها؟ يبنتي لو بيرشيكي قوليلي وأنا أديكي عيوني والله وروحي كمان مش عيوني بس.
معرفتش أرد مش قادرة أكسر بنفسه تاني، هيخليه يحاول لحد إمتي، هو ماتعبش! أنا بقالي سنة مطلقة ومن وقتها وهو بيحاول!
_آدم، أنا....
_ملك، أنا بحبك بقالي سنة بحاول معاكِ، حقيقي تعبت إنتِ ليه بتعملي كدا؟ ليه مش بتدي نفسك فرصة وتديني أنا كمان فرصة؟ أنا بحبك عارفة يعني إيه بحبك؟ عمري ما هأذيكي وال...
_هو كمان قالي كدا؛ قالي إنه بيحبني، وإنه عمره ما هيإذيني، بس النتيجة إيه؟ أذاني، وهاني، وضربني!
_ضربك!
_أيوه ضربني، على قد مكنت بحبه على قد مكرهته.
سكت ومنطقش كان باصصلي ومذهول؛ بقالي سنة مطلقه وعمري مقولت لحد إني إنضربت، أنا عمري ما حبيت أبان ضعيفه قدام حد، مش عارفة ليه قولتله حاجه زي دي، ليه بينت نفسي ضعيفه قدامه؟
_آدم إنت إنسان كويس والله وألف واحده تتمناك،إنسان يعرف ربنا، بار بأهله، مجتهد وشاطر فِ شغله، وحاجات كتير اوي، بس أنا هبقا بظلمك لو وافقت، عشان أنا قلبي مش قادر يحب، قلبي موجوع، موجوع وبس.
قولت آخر جملة وأنا بعيط وقومت وسبته، مكنتش شايفه قدامي، لسه بعدي الطريق محستش بِ حاجة.
_طمني يادكتور، ملك كويسه؟
_الحمدلله، جت بسيطة، بس هتغيب شوية على متفوق
_الحمدلله، شكرًا يادكتور
_
_صباح الخير
صحيت من النوم لقيت نفسي فِ مكان غريب، وجميل يُشبه الجنة؛ الشوارع كلها ورد، وأشجار شكلها جميل، حمام وعصافير ملونة وشكلها مبهر، الناس شكلهم مختلف، ولبسهم مختلف يُشبه لبس التسعينات، وأنا كمان لبسي يُشبه لبس الأميرات.
_إنتِ إزاي حمامة وبتكلميني زي الناس؟ ومين الناس دي؟ وإيه الشوارع دي؟ وإيه اللبس دا؟
_مش وقت أسأله خالص، إنتِ لازم تحهزي دلوقتِ عشان نلحق نمشي.
_أجهز ليه؟ هنروح فين؟
_هتعرفي هناك بس يالا بسرعة عشان منتأخرش، قدامك عشر دقايق بس.
_عشر دقايق بس أنا كدا مش هلحق أجهز!
_أنا هساعدك، يالا
فتحت دولابي وطلعتلي فستان يُشبه فستات الأميرات فِ زمن التسعينات، وعملتلي شعري
_أنا خلصت
_الحمدلله، يالا بسرعه
_مش هتقوليلي بردو هنروح فين؟
_لا، مفاجأة
إخترت إننا نتمشى، كنت مذهوله بالشوارع والبيوت، والناس ولبسهم، وشكلهم، أنا متولدتش هنا ليه؟ أنا كان حلم حياتي أعيش فِ الزمن دا؛ فِ مكان هادي كله ورد وزرع، وشجر وأميرات، وناس لطيفه، متعرفش الحقد، والشر، وأغاني فيروز الرقيقة.
_وصلنا
فوقت من سرحاني على صوت الحمامة، بس إنبهرت أكتر؛ شفت مكان جميل، مش قادرة أوصفه، مكان يُشبه الجنة بجد!
_بصي دا الأمير خطيبك، عاملك مفاجأة وقالي أجيبك هنا، أنا همشي بقا باي.
الأمير خطيبي! أنا إتخطبت إمتى! وأنا ليه حاسه إني أعرفه مع إني أول مره أشوفه! وليه قلبي بيرفرف كدا وطاير أوي كدا! وليه لما شوفته وحشني أوي مع إني أول مرة أشوفه!
_إزيك يا آميرتي، عجبك المكان؟
أنا مصدومة بِ كل حاجة حوليا، حاسه إني بحلم_ها أنا كويسة، إنت كويس؟
_بقيت كويس لما شوفتك.
إهدى يا قلبي إهدي وإستنى، حب دا ولا إيه، بصتله وإبتسمت، ومشينا سوا لحد المكان ال هناكل فيه.
_إتفضلي
_شكرًا
لقيته طلع من جيبه علبة؛ كانت جميلة أوي، وفتحها، كان جواها سلسلة تخبل حقيقي.
_كل سنة وإنتِ طيبة، كل سنة وإنتِ جميلة، كل سنة وإنتِ حبيبتي.
_هو النهاردة إيه؟
_النهاردة يوم الإحتفال بالآميرات، والمفروض كانت الدولة تحتفل بيكي، بس أنا حبيت نحتفل لوحدنا.
سكت وأنا مصدومة، أنا أميرة! مسك إيدي وقالي_ملك؟
_نعم
_إنتِ عارفة أنا بحبك قد إيه؟
عيونه وقلبه كانوا بيتكلموا قبل لسانه، كنت حاسه بيهم وبكل لمعة ونبض!
_متأكدة، مش عارفة بس.
_إزاي!
_أول مرة أشوف عيون بتلمع كدا، بس إنت مش هتشوف دا، وقلبك حساه بيحارب ضلوعك وعايز يهرب ويجي يسكن قلبي أنا، عارف ليه أنا حاسه بكل دا؟
_ليه!
_عشان أنا كمان قلبي بيحارب ضلوعي، وعايز يسكن قلبك إنت.
_
صحيت من النوم، لقيت آدم نايم جمبي، وإن أنا فِ المستشفي، مش فِ المكان ال بِ يُشبه الجنة، وإن كل دا كان حلم، الحاجة الوحيدة ال كانت حقيقية؛ هو آدم، أيوه هو الآمير ال كان بيحبني وكنت بحبه، قد إيه أنا كنت غبيه وطيعت الحب دا كله سنة كاملة!
_آدم؟
أول ما سمع صوتي صحى، وجه ناحيتي جري_ملك، إنتِ كويسة؟
_أيوه، إهدي متقلقش
_بجد، حاسة بإيه طيب؟
_حاسة إني بحبك.
إتصدم من ردي، هو كان فاقد الأمل إني أحبه، بس كان مصّر يحاول دايمًا، بس أنا كنت بحبه وبعاند.
_ملك، إنتِ إنتِ تعبانة صح! أو بتحلمي أو يمكن أنا ال بحلم!
_لا إهدى بس، أنا كويسة جدًا، وبحبك بجد.
_ملك الحاجات دي مفيهاش هزار!
_وأنا من إمتى بهزر، أنا بحبك بجد.
_يلهوي أخيرًا رضيتي عني، أنا مكنتش هسيبك فِ حالك عفكرا كنت هفضل أقرفك وأزن عليكي لحد ما توافقي، كنتي هتوافقي يعني هتوافقي، ولو رفضتي كننتي هتوافقي بردو.
_يسلام!
_أها والله، بس أنا محتاج وقت أفكر بقا فِ موضوع الجواز دا
_آدم!
_آدم إيه بقا، هي ولاد الناس لعبة ولا لعبة
_آدم!
_عيون آدم؟
_بطل ترخم عليا
_مش برخم، بتكلم بجد إديني وقت أفكر، منا مش هسيب بيت أهلي بالساهل، يرضيكي؟
_آدممممم!
ضحك أوي وقال_آدم بيحبك أوي يا روح آدم.
وأنا هنا دُبت فِ كلامه وضحكته ال ما فشلتش مره تخطف قلبي.
وفي الخلفية صوت أم كلثوم وهي بتقول"وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي، معرفش إزاي حبيتك، معرفش إزاي يا حياتي. "
0 تعليقات
اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.