بقلم أسماء تركي
كشمير، المصالح أغلى من دم كل روح فيكي هذا عندما تتحدث كل دولة تحت غطاء إنقاذ اقتصادها وشعبها في دولة تعاني من تعدد السكان والفقر والأمراض ويعاني شعبها من كل وسائل الظلم والقهر.
كشمير هي منطقة جغرافية متنازع عليها تقع شمال غرب الهند وباكستان والصين في وسط آسيا وتاريخياً تعرف كشمير بأنها المنطقة السهلة في جنوب جبال الهملايا من الجهة الغربية.
تعرضت للاحتلال من طرف جمهورية الصين والباكستان والهند في منتصف القرن التاسع عشر وتعتبر كشمير نقطة ساخنة للنزاعات لأنها مقسمة بين ثلاثة دول، إذ تدّعي كل من الهند وباكستان والصين بأحقيتها بالإقليم كاملا، وتستند كل جهة على مجموعة من الحقائق التاريخية والديموغرافية لتدعم مطالبها بحكم الإقليم وضمه كاملا بينما تطالب مجموعة متزايدة من السكان بالاستقلال الكامل عن الدول الثلاث.
حكم المسلمين
دخول الإسلام القارة الهندية كان في القرن الأول الهجري في زمن محمد بن القاسم الثقفي الذي دخل السند وسار حتي وصل إلي كشمير، وضمها جلال الدين أكبر عام 1587 إلى دولة المغول الإسلامية، وإليكم التفاصيل:
بداية حيث دخل الإسلام في القرن الأول في خير الله المسماة كيرلا حالياً عن طريق سرنديب، كما دخل بلاد السند في العهد الأموي بقيادة القائد الفاتح محمد بن القاسم الثقفي سنة 90هـ، ثم تغلغل الإسلام في الهند عن طريق الدعاة والفاتحين والتجار والرحالة المسلمين، ثم تم فتح بلاد الهند بالكلية في عهد السلطان محمود بن سُبُكْتِكِيْن الغزنوي المتوفى سنة 422هـ ويذكر أنه استولى على كشمير وكوجارات وذكر ابن كثير أنه غزا الهند سنة 396هـ، وذكر ابن الأثير في الكامل أنه وصل كشمير غازيا سنة 407هـ فلما بلغها أسلم أهلها على يده، وضمها جلال الدين أكبر عام 1587 إلى دولة المغول الإسلامية حتى دخلها الإنجليز عام 1839
كشمير في القرن التاسع عشر، ظهرت للوجود شيفية كشمير عام 1339، أصبح "شاه مير" هو أول حاكم مسلم لكشمير، بادئًا بحكمه هذا ما عُرِفَ لاحقاً بـ"سلاطين كشمير" أو فترة حكم "سواتي"، وخلال الخمسة عقود اللاحقة حكم كشمير ملوك مسلمون من نسل "شاه مير"، بما فيهم "موغلز"، والذي حكم كشمير من 1586 وحتى 1751، ومن بعده حكمت إمبراطورية دواني الأفغانية، والتي سيطرت على كشمير من 1751 وحتى 1820 في تلك السنة، قام السيخ بقيادة "رانجيت سينج" بالاستيلاء على كشمير حتى عام 1846
بدايه النزاع
غزت بريطانيا شبه القارة الهندية سنة 1819م وقد جوبهت بمقاومة عنيفة من المسلمين واستمرت الحرب سجالاً بين بريطانيا يعاونها بعض القوى من هندوس وسيخ وبوذيين ولم تستطع بريطانيا الاستقرار والسيطرة عليها إلا بعد (27) سنة من الحروب المستمرة بشدة مع المسلمين أي في سنة 1846م تحت حكم السيخ بعد هزيمة السيخ في أول حرب بينهم وبين البريطانيين سنة 1846، بعد ذلك استطاعت بريطانيا بسط سيطرتها على المنطقة، وقسمتها إلى ثلاثة أقسام: قسم حكمته مباشرة في حدود 55٪ من شبه القارة، وهذا القسم نسبة المسلمين فيه كبيرة، وقسم حكمته عن طريق حكام ولايات، هندوس ومسلمين، نصبتهم على (565) ولاية حكم ذاتي، وقسم ثالث هو كشمير أجّرته إلى إقطاعي هندوسي مدة مئة عام وذلك بموجب عقد إيجار وقع في منطقة "أمر ستار" وصارت تعرف باتفاقية أمرستار، وكانت الاتفاقية من 1846 إلى 1946وقبل شراء المنطقة من البريطانيين تحت بنود معاهدة "أمرستار"، أصبح "جولاب سينج" حاكم جامو، هو الحاكم الجديد لكشمير، واستمر حكمه وحكم ورثته تحت رعاية البريطانيين حتى عام 1947، حينها أصبحت كشمير محل نزاعات بين الهند البريطانية، وباكستان، وجمهورية الصين الشعبية، ولهذا تعتبر كشمير نقطة نزاع ساخنه
اذا يرجع تاريخ النزاع الكشميري بين الهند وباكستان إلى أغسطس سنة 1947م حيث لم يتقرر وضع كشمير في مرحلة التقسيم سواء بالانضمام إلى الهند أو إلى باكستان وخاصة أن غالبية السكان كانوا مسلمين في الوقت الذي كانت الهيئة الحاكمة من الهندوس في وقت التقسيم.
طالب مهراجا كشمير بابقاءها على حالها الراهنة دون أن تنضم إلى أي من الدولتين ولكن نشبت بعد ذلك اضطرابات كبيرة بين المسلمين والحكام الهنود وشهدت كشمير مصادمات مسلحة تدفق على إثرها رجال القبائل الباكستانية لمساندة المسلمين وطلبت حكومة كشمير آنذاك مساعدة الهند وأعقب ذلك دخول القوات الهندية لمساندة المهراجا وخاصة بعد أن أعلن موافقته على الانضمام إلى الهند ولكن ترتب على ذلك دخول القوات الباكستانية النظامية إلى المنطقة وبدا القتال بينها وبين القوات الهندية واستمر لفترة تزيد على عام كامل إلا أنه في يناير 1949 م تدخلت الأمم المتحدة وتوقف القتال وأنشئ خط وقف إطلاق النار جاعلا ثلثي مساحة كشمير وأربعة أخماس السكان تحت السيطرة الهندية والباقي تحت السيطرة الباكستانية.
مرت كشمير بالعديد من الأحداث وكان أهمها مشكلة "إقليم كشمير" منذ 1974م وهي من أصعب المشكلات في العلاقات بين البلدين عندما لم يوافق القادة الباكستانيون على تنازل باكستان عن إقليم كشمير وترتب عليه المناورات بين البلدين على مر الأعوام التي تنتهي برد كل منهم بأعمال العنف فتبدأ الهند بالاضطرابات وأعمال الشغب والقتل والتعذيب والاغتصاب وإبادة المسلمين في كشمير وينتهي الأمر باتفاقيه أو هدنه ويعود الأمر أسوأ وأعنف من قبل ولكن،
في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانيات كان هناك رخاء في كشمير وجامو تحت حكم الشيخ محمد بن عبدالله وتقوية حتى في نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة، وكشمير لا تزال تحترق ممزقة بين الاشتباكات الداخلية بين الفصائل ووجهات النظر مع اختلاف حول مستقبل الدولة والتنافس الخارجي بين البلدين التي تدعي كشمير تابعة لها حيث تتطلع كل من الهند وباكستان إلى السيطرة على كل المنطقة على أساس عوامل عرقية واقتصادية وسياسية وتاريخية.
قادة الهند وباكستان هل يمكن اتخاذ قرار واضح بين الصراع والتعاون أم المصالح أهم؟ ماهي العوامل المترتبة وأضرارها على تنازل كل من الهند أو باكستان للآخر؟ إجابات هذه الأسئلة في المقال القادم
0 تعليقات
اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.