Header Ads Widget

كن واعيا - حملة واعي

#جريدة_زادك

بقلم أحلام زكريا


    كل فرد منا يدري تمام الدراية ما يدور حوله في المجتمع المحيط به، كل منّا على يقين بما يعتري مجتمعنا من خلل بين، مجتمعنا الذي ملأ بالآفات المتفشية كمرض وبائي يصيب  كل شخص لا يحصن نفسه ضد هذه الآفات، إما بأخلاق ودين أو ردع بأحكام وقوانين هذا المجتمع الذي تجرع سموم العلل الأخلاقية وانحرافات لا حصر له في القيم والمبادئ، مجتمع أصبح كالجسد المصاب بسرطان الخوف من إصلاح الخطأ، كل وقت في تدهور وانهيار عن سابق يومه، مجتمع يضع مبررًا لكل ما ليس له مبرر، في هذا المجتمع انتشرت هذه الآفة بدون سابق إنذار واضح، عاهة أصابت جزور الشباب وأفرع العجائز ووريقات الأطفال

ما هي هذه الآفة، عما نتحدث؟ 

ما سبب هذه الشائعة؟ 

هل هي داء ليس له دواء؟

 هل للدين رأي فيها؟

 هل عرفت قبل ذلك، وما خطورتها؟

 وهل يوجد رادع أما أنها تركت مجرمها على هوائه لا خوف من شيء ولا حتى امتثال لقانون؟  

وأخيرًا ما علاجها؟ 


أولاً: ما هي هذه الآفة؟ 

هي جريمة نكراء امتنع الكثيرون عن الحديث عنها إما خوفًا من أحاديث الناس، أو إحساسًا بالحياء مما سيعتري من يتكلم عنها

من وقاحات؛ لأنه تحدث عن مثل هذا الواقعة، واقعتنا هي «التحرش» 

التحرش يكون باللفظ، القول، والفعل، باللمس وغيره، التحرش ما هو إلا إنعكاس لذنب مجتمع

أو زلة لتربية خاطئة

التحرش هو: كل لفظ أو عبارة أو صيغة من الكلمات الغير مرغوب فيها مما تجعل من يتلاقها يشعر بعدم الارتياح أو عدم الأمان، أو الخوف، أو حتى بإنتهاك شيء يخصه


ثانيًا: عما نتحدث؟ 

نتحدث عن وباء انتشر في مجتمعنا كثيرًا في الآونة الأخيرة وظهر خاصة في وسائل التواصل، وباءٌ انتشر في مجتمعاتنا العربية التي لطالما عرفت بغناها بالإحترام المتبادل لكل شخص فيه، مرض قد تفشى في  مجتمعات العالم بأسره « التحرش» هو ذاك الوباء والداء وهو تلك العلة والسقم. 


ثالثًا: ما سببها؟ 

تعددت الأسباب في انتشار مثل هذه الظاهرة واندثارها في أرجاء المجتمع

،ومن هذه الأسباب أسباب نفسية، وأسباب دينية، واجتماعية وغيرها؟

 وسنتناول بعضًا منها واحدة تليها أخرى 


أولاً: الأسباب النفسية وراء التحرش:

قد أوضحت العديد من الدراسات بأن الشخص المتحرش  ما هو إلا شخص مصاب باضطرابات تخل في توزانه

وهو ليس مريضًا نفسيًا، بل هو شخص واعي لكل أفعاله لكنه يعاني من خرق يجعله يتصرف هكذا

وقد أثبتت دراسات أخرى خلاف ذلك مشيرة إلى أن المتحرش هو مريض نفسي أثرت عليه العديد من العوامل الخارجية أدت به لفعل مثل هذه الجريمة؛ فيفعل كل شيء كرد فعل على ما عاناه

وأيضًا من الأسباب النفسية: الشعور بالإنكسار والضعف فيجد ملزته في التعدي على المرأة

فيشعر بنشوة الانتصار والقوة بعد قمعه وتعديه على فريسته حينما يرى فيها الامتعاض والتأذية


ثانيًا: الأسباب الدينية:

١_ضعف الوازع الديني: بسبب غياب الدين وابتعاد الشباب عن معرفة اساسيات دينهم وردعه للاعتداءات بشتى أنواعها منها التحرش كان هذا الضعف سببًا في انتشار هذه الشائعة.

٢_ الدافع الأخلاقي: بدون أخلاق لا يوجد ضمير يؤنب أو حتى إحساس بالخطأ أو شعور بالنفور من أي شيء خاطيء وليس صائبًا، فالأخلاق أساس لا بد منه فإن غابت فلنلقي على مجتمع بأسره الوظاع

الوداع.


ثالثًا: الأسباب الإجتماعية: 

من أهم الأسباب المؤثرة في انتشار  هذا الفعل الذي تأنف منه النفس السوية هي: 

١_التفكك الأسري

٢_التربية الغير سليمة: فالتربية الغير سوية والإهمال الأسري سبب أساسي من أسباب التحرش؛ فالعدوان الساري من الأهل على الأبناء يرتد على ضحية لا ذنب لها في تربيهم الخاطئة


رابعاً: هل هي داء ليس له دواء؟ 

خطأ: هي داء له دواء فلم يخلق داء بدون دواء


خامساً: هل للدين رأي فيها؟ 

بالطبع للدين رأي فيها فقد حرم ديننا الحنيف مثل هذه الجريمة النكراء، وشدد عقوبة مرتكبها واعتبرها ذنبًا يصل للكبائر لما فيها من اعتداء على الغير، وقد نص هذا التحريم اعتمادًا على أدلة قرآنية منها بسم الله الرحمن الرحيم {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.

وأيضًا استشهد بنص الحديث بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للناس يوم النحر: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قالوا: يوم حرام، قال: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قالوا: بلد حرام، قال: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قالوا: شهر حرام، قال: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا»، فأعادها مرارًا، أخرجه الإمام البخاري.

وقد توعد مرتكب هذه الجريمة بعقابي الدنيا والآخرة وقد قبحت فعلته واستقظرت من كل طائفة

ولا يتقصر رأي الدين على الدين الإسلامي بل إن كل الكتب المقدسة والأديان السماوية قد قبحت هذه الفعلة وجرمتها

أشد الجرم.


سادسًا: هل عرفت قبل ذلك؟ 

نعم، لقد عرفت ظاهرة التحرش بالفعل لا بالقول بمعنى أنها لم  تعرف بلفظها الحالي بل بطريقة ارتكابها واختلافها من إيمائات ونداءات وملامسات وغيره.


سابعا: وما خطورتها؟ 

للتحرش خطورة كبيرة على المرأة والمعتدى عليها خصوصًا وعلى المجتمع عامة، فالمرأة

المعتدى عليها تصاب بالعديد من الأشياء  المتفاوتة والمتراوحة على حسب نوع وطريقة التحرش  فتصاب بالتوتر والقلق والكآبة وصعوبة في التركيز وصداع وأرق واضطرابات في النوم، 

اضطرابات في الطعام وتعب وإعياء ونوبات هلع وتعاطي المخدرات والتفكير في الانتحار.

فقدان الثقة بالنفس وتقدير الذات، وفقدان الثقة بالآخرين إلخ..

أما بالنسبة للمجتمع: فتؤدي إلى فقد الأمان بين أطراف وطوائف المجتمع وأيضًا تؤدي إلي تفكك الأسر بسبب أن المعتدى عليها تشعر بالغضب  والإذلال والشعور بالإثم والعار والعجز وفقدان السيطرة على النفس مما يؤدي لانفعالات تؤدي إلى الطلاق والانفصال وأيضًا كره الرغبة في الحياة بجانب التأثير السلبي على الحياة الجنسية فتؤثر سلبًا على المجتمع.


ثامنا: هل يوجد رادع لها؟ 

لقد أصدرت المحكمة العديد من القوانين الصارمة التي شددت على عقوبة التحرش ولم تعتبر أنه مجرد شيء عابر بل بالغت في أهميته وأكدت على ما سيتلقاه الجاني من عقوبات

وأيضًا حست على ضرورة نشر الوعي عن طريق وسائل الاعلام  والمؤسسات المختصة بذلك والتنفير من هذه الشائعة وآثارها المدمرة وما ينتج عنها


أخيرًا: ما علاجها؟

١_بداية يجب نشر الوعي بين طبقات المجتمع المختلفة والتأكيد بأن هذه الفعلة لا يجب ان تلقى على شماعة ما ترتديه المرأة

أو حتى على حبال السن وغيره فلقد لاحظنا بأن التحرش قد أصاب المتبرجة والمتحجبة والمختمرة والمنتقبة وإن لم تكن على حد سواء فالفتنة وإظهار مفاتن المرأة يجب أن يترتب عليها براثن تنهش في جسدها، والسن فقد وقع التحرش بالأطفال والشباب وحتى أنه قد طال طائفة من الكبار

٢_التربية السليمة: يجب أن ننشأ أطفالنا ونغرس فيهم الوعي الصحيح والتجريم الواضح لمثل هذه الفعلة وأيضًا أن نقتدي بسنل نبينا لكي ينشأ أطفالنا النشأ الصحيح الذي يعون فيها ماهية الحلال والحرام والخطأ والصواب على حياد كل منهما.

٣_معالجة المتحرش قبل أن يتم وضع الأغلال في يده فإن سبقت هذه هذه لم ولن نصلح شئء بل سيظل الأمر كما هو بل ربما يؤؤل للأسوأ، فهو مريض نفسي يجب علاجه من هذا المرض الذي تغلل في دمائه وتوغل في حياته فشربها بسموم الشهوة المتفجرة والنشوة القذرة المتعفنة التي لم تسلك الطريق السوي

٣_ الزواج إن بلغ السن المناسب: فالزواج صيانة للنفس وحفظ للعرض فيجب على كل ولد أن يحفظ فرجه ويصون لسانه ويعف نفسه وإن استطاع الباءة فليتزوج ولا ينتظر أما إن لم يستطع فليعف نفسه بالصيام فذاك رادع لشهواته وهفواته

٤_مساعدة المعتدى عليها: يجب أن نتيقن أولًا: بأن المرأة ليست هي المخطئة في كل ما يحصل ولا نرمي الذنب الكامل على عاتقها بل يجب أن نعينها وألا ندعها تسكت عن مثل ما يحصل فيجب أن لا تخاف

ويجب أن تصدي المعتدي وأن تقوم بالإبلاغ عنه ودورنا كمجتمع أن نحث على فعل هذه الأشياء لا أن نجرمها إن فعلتها بدافع أنها متجردة من الحياء أو أنها يجب أن تخاف على سمعتها وأي سمعة هي تلك السمعة التي تتلطخ بسكوت عن الحق،

ويجب أن يتم علاج المعتدى عليها كي لا تقع في دوامة الأمراض النفسية وعدم الثقة فتنشأ نشأ مماثل ونظل في نفس الدائرة لا حراك ولا اختلاف.

    وختامًا: كل قارئ كل مستمع كل رآئ لمثل هذه الفعلة لا تسكت  قف وتحرك ادفع الأذى عن من تحصل له هذه الجريمة وساعد على إيقاف هذه الدوامة، والى كل معتدى عليها لا تتركي حقك لا تحافي فالساكت عن الحق شيطان أخرص وأنت لست بشيطانة بل ملاك قد أنتهكت بعض حقوقه ويحتاج إلى التحليق مرة أخرى فحلقي بأجنحتك واردعي كل فاعل لمثل هذا الفعل المنكر لا تتردي  ولو حتى ثانية واحدة في أنت تأخذي حقك ولا تخشي فيه لومة لائم، ولكل معتدي يجب أن تخاف يا أخيّ فكما تدين تدان، وعاجلًا غير آجل ستنال عقابك مردودًا في أحب المحبين فإن لم يطلك عدل الأرض فعدل السماء باقي. والسلام.

إرسال تعليق

0 تعليقات