بقلم أسماء عصمت كامل
الحُب والإعجاب هُما شعورين -في أغلب الأحيان- يكونا عكس بعضهما تمامًا، فالإعجاب له شعور، والحُب له شعورٌ أخر، وسوف نتعرف على هذين الشعورين، وكيفية معرفتهما والتوافق بينهما.
أولًا: مقدار الاهتمام الموجه للطرف الآخر
الاهتمام شعور قوي، نابع نتيجة الحُب الذي يدفعك في الحديث والاهتمام بالحبيب وتقديم جميع حواس الأمان له، والاطمئنان، وأنك تسعى بجهدكَ لترسم الابتسامة على ثغره، وكيف تغمره بالسعادة. وهذا من حيث شعوره بوجودك الدائم معهُ، ودعمك المُستمر له، وأنك تستمع إليهِ في جميع الأوقات.
أما عن الإعجاب، فهو يقدم الاهتمام، ولكن ليس بقدر عظيم كالحب، ويكون عابرًا ومن باب الاطمئنان، والاحترام، والتقدير للشخص فقط.
ثانيًا: الارتباط بعد مرحلة الإعجاب، وكيف يكون الشعور الداخلي للمرء في حالتي الحب والإعجاب
الارتباط بعد مرحلة الإعجاب- وهذا لا يحدُث بشكل دائِم- يتطلب كون الإعجاب متبادل من الطرفين. وليس من الضروري أن يكون الإعجاب في شخصية الطرف الآخر، أو طريقته؛ لأن في النهاية، الإعجاب شعور سطحي، أما الحب فهو أعمق من هذا بكثير.
ثالثا: الشعور الداخلي
الحب أساسه الشغف المستمر، والسعادة والبهجة التي يشعر بها وتدوم لوقتٍ طويلا، هو شعوره بألا يرغب في شيء سوى وجود حبيبهِ بجانبهِ، وأنه لا يكترث كثيرًا إلى حديث الآخرين، كما أنه يكون على استعدادٍ تام لفعل أي شيء لأجله.
أما الإعجاب، يكون الشعور أقل بكثير، والأمر يكون من جانب الانجذاب والانبهار في شيء ما بالشخص؛ قد يكون جزءًا من شخصيتهِ، أو شكله، أو تكوين جسده، أو أي شيءٍ آخر لا يكون له أي صلة بالمعنى الحقيقي للحب العميق.
رابعا: الأوهام
هذه من أكثر الأخطاء التي يقع بها المرء؛ لعدم قدرته على تفسير المشاعر التي يشعُر بها، وهذا قد يجعلهِ متقمصًا دور الحبيب الوفي الذي يعشق الطرف الآخر، وهذا الشعور قد يُعمي بصيرتهِ عن رؤية الحقيقة، وأن كل هذه المشاعر عابرة ونابعة من الرغبة في الاحتياج ليس إلا.
خامسا: الفرق بين الحب والإعجاب وكيفية التفرقة بينهم
الحب: هو أن ترى الطرف الآخر يسعى في إظهار نفسهِ، وشخصيتهِ الحقيقة دون تزييف أو خداع، أن يكون على طبيعتهُ معك، ويُشعرك بالاطمئنان بقربه، وفي بُعدك يشعر بالفراغ يغمرهُ من الداخل، ترى اللهفة والشوق في عينيه بعد غياب دام لبعض الوقت.
الإعجاب: مزيج من الاحترام والتقدير والراحة بعض الشيء. لا يشترط أن يشاركك كل تفاصيل يومه كما يرغب أن يفعل الحبيب مع حبيبته، ترى أنه انبهار لفترة عابرة تأخذ بعضًا من الوقت وتنتهي، ومن الممكن أن ينتهي هذا الإعجاب ليبدأ إعجاب جديد آخر مع شخصٍ آخر يمتلك جاذبية أكبر وشخصية أكثر مرونة وقوة. وحين يحدُث هذا الأمر، يكون ذلك الشخص متعدد الآراء والشخصيات؛ ولا يعرف أي شيء عن الحُب والنضج والمشاعر الحقيقية.
لكي تعرف من يحبك حقًا، أنظُر لأفعالهِ أكثر من كلماتهِ
0 تعليقات
اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.