من أعماق تراثنا الديني

بقلم نجوى أبو جبل "ابنة الصعيد"

سلام الله عليك قارئي العزيز حيثما كنت وكيفما كان حالك، هذه سلسلة مقالات علمية نتحدث فيها عن بعض المؤلفات الدينية اللامعة التي جرفتنا الأيام بتياراتها بعيدًا عنها فلم نعد ندري عنها شيء، 

أولا: أذكر لك في مقالي معلومات عن الكتاب ومؤلفه وفي أي جانب ديني هو

ثانيا: سنخوض معًا في أعماق الكتاب لعل الله، أن يفتح لنا أبواب العلم، فمن أخلص النية فتح الله عليه من علمه من حيث لا يدري،

حديثنا الليلة مع كتاب عظيم ألا وهو (مختصر تذكرة القرطبي)

مؤلف الكتاب: الإمام عبد الوهاب الشعراني (ت٩٧٣ه).

المحقق: على محمد أبو العباس.

الناشر: مكتبة القيروان.

عدد صفحات الكتاب: ٣٣٦ص.

موضوع الكتاب: ذكر أحوال الموت والميت وعلامات الساعة.

بين يدي الكتاب 

    من المعروف أن الإمام القرطبي -رحمه الله- قد ألف كتاب التذكرة في ذكر أحوال الموت وعلامات الساعة ولكن الإمام عبد الوهاب الشعراني، قد رأى أن مؤلف القرطبي كتاب كبير الحجم به خلط بين مسائل اللغة والجانب الديني فأحب أن يختصر الكتاب ويفرده للمسائل الدينية فقط، وذلك حتى يسهل على الناس حمله وفهمه، فهو يشبه في طبعته بعد التحقيق كتاب الجيب الصغير، وقد ذكر الإمام عبد الوهاب الشعراني ذلك في مقدمة الكتاب، وهو كتاب عظيم الشأن، رفيع القدر، يوقظ في المسلم حب الآخرة والرغبة فيها، والعمل بما هو في طاعة الله ورحاب الدين، وقد افتتح الإمام-رحمه الله- الكتاب "بباب ما جاء في النهي عن تمني المسلم الموت والدعاء به لمصيبة تنزل في المال والجسد أو في الأهل والولد" وهذا موضوع يمس حاضرنا بشدة، فقد كثرت حالات الانتحار وزاد سخط الإنسان منا على حياته، وكأنه قد تناسى قول الله تعالى: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها" بدلًا من ضياع العمر فيما لا يفيد أو النقمة على حالك عزيزي القاريء، كن ذا بصيرة واقرأ؛ فالقراءة وقود الحياة ومصباح الروح، ويختم الإمام-رحمه الله- الكتاب بالحديث عن على من تقوم الساعة، 

أخي كن لنفسك واعظًا، واتق الله، فما الدنيا إلا دار فناء، أنصحكم بقرائته أحبابي، 

وإلى لقاء آخر إن شاء الله.