Header Ads Widget

أتيت، وياليتني لم آتِ

#جريدة_زادك

 بقلم بوسي أحمد "سندريلا"

عنوانٌ تصدر الصفحات الأولى مِن كتاب "آهات". 

لفتني عنوان الفصل أكثر مِن الكتاب؛ فكيف لأحدهم أن يتمنى لو أنه لم يحضر بعد أن كان يتمنى المجيء؟

تصفحت الصفحة الأولى وبدأتُ في الغوص بين السطور:

    وها أنا ذا، أتخذ من مقعدكِ المفضلِ مأوى آوي إليه عندما تضيق بي الحياة، أتيتُ حبيبتي ولكن مجيئي كان متأخرًا جدًا، أتيتُ ولم أكن أعلم أن الأوان قد فات، ظننتُ -لحماقتي- أن الحب الذي يكمن بداخلكِ تجاهي، قادرٌ على الصمود مهما حدث، ولكنني كنتُ مخطئًا، ليس لكونكِ مللتِ الانتظار، أو أنكِ قد محوتِ عشقكِ تجاهي؛ بل أنا مَن نسيتُ أن القدر أقوى مِن الجميع، في كل مرةٍ تصرين عليَّ بالإسراع في الحضور، وكنتُ أتلكأ لثقتي بوجودك، وحين أتيتُ أخيرًا لم أجدكِ؛ بل وجدتُ شالكِ معقودًا على طرف المقعد، وقد دوَّنتِ عليه بعض الكلمات:

كان الهوى سيفًا بوجه مقاتل

وأنا المحاربُ أرتجي نيل الرضا

ما كان للعشاق يومًا رادعًا

أو مانعًا إلا إذا حكم القضا

قد ذاب قلبي في غرامك مُلهمي

وغرقتُ في عينَيْك في فلك الفضا

صبري شديدٌ لم يمل بمرةٍ

ومنايَ أن ألقى مصيرًا يُرتضى 

لكنها الأقدار قالت قولها 

مَن نحن كي في وجهها نتعارضَ؟ 

فاذهب وعش حبًّا جديدًا رائعًا

وأنا سأرحل حتى لا نتعرَّض

لنوائب الأيام تجرح عشقنا

فالحب ولَّى هاربًا وقد انقضى

سيظل حبكَ في فؤادي راسخًا

قُطِع الوصال وعُمرنًا هدرًا مضى. 

    وهنا انتهت كلماتكِ التي نقشتها في عقلي، وعلى جدران قلبي، لها ذرفتُ شلَّالاتِ الدموعِ على تضييعي لمثلكِ.

ها هي الشمس تغربُ ككل يوم، وزقزقة العصافير تعلن أن اليوم قد انتهى كعادته، ولكن المختلف هو غيابك، سأراقب الغروب وحدي ممسكًا بالوردة التي ذبلت مِن الانتظار أملًا في رجوعكِ مرةً أخرى، ولكن أنَّي لرجوعكِ مِن سبيل. 

    وهنا انتهت كلماته التي دوَّنها، ولكنني شعرتُ بأن هناك جملةً ناقصةً ستزيد هذا الخطاب الذي لم يصل لها بهجة:

سأظل أهواكِ إلى أن تفنى العوالم والمجرات

وعشقكِ سيظل عالقًا بقلبي حتَّى الممات. 


    ثم أغلقتُ الكتاب على أمل العودة مرةً أخرى؛ للخوض في أعماق محيطة علَّني أجد شيئًا جديدًا.

إرسال تعليق

0 تعليقات