Header Ads Widget

الطلاق - حملة واعي

#جريدة_زادك

بقلم ديچا أحمد 

 وهو قرار يتخذه أحد أو كلا الزوجين يقضي بفسخ عقد الزواج الذي يربطهما معًا، وانفصالهما، وتغيير أدوار ومسؤوليات كل منهما في حياة الآخر، وقد يكون قرارًا صعبًا ويُصاحبه العديد من التأثيرات الجانبيّة التي تُغيّر حياة جميع أفراد الأسرة خاصةً عند وجود الأطفال، لكنه أحيانًا يكون صائبًا ويُحقق الاستقرار والتوازن الأسريّ من جديد، فعندما تكون البيئة التي ينشأ بها الأبناء صحيّة وخاليّة من النزاعات والخلافات، ويهتم كلا الأبوين بسعادتهم ويتناوبون على رعايتهم وتوعيتهم، والعمل يدًا واحدةً من أجل مصلحتهم ومستقبلهم، بحيث تبقى بينهما علاقةً وديّة تُبنى عى الاحترام والتعاون من أجل مصلحة الجميع.

آثار انفصال أو طلاق الاباء علي ابنائهم
عندما يقرر الآباء الانفصال يسبب فتور العواطف بينهما فالصدمة علي الابن تكون كبيرة وكأن العالم انقلب رأسًا علي عقب وهناك عدة عوامل تؤثر علي درجة الصدمة التي التي يتعرض لها الابن، عمر الطفل، طريقة الانفصال، مدي فهم وإدراك الابن لموضوع الانفصال، الدعم الذي يتلقاه من الأصدقاء والعائلة، يؤثّر الطلاق على نشأة وعلاقة الطفل المُستقبلية مع مرور الوقت؛ الأطفال الذين نشأوا في ظروف الطلاق تكون علاقاتهم الزوجيّة لاحقًا أكثر عرضة للطلاق أيضًا. انعدام الثقة والأمان في الشُركاء لديهم، إضافة لإفتقارهم لبعض المهارات الاجتماعيّة المُكتسبة من الأسرة، ونقص العواطف والمشاعر الجميلة واستبدال مشاعر أكثر سلبيّة بها.

هناك الكثير من آثار الانفصال علي الأبناء
التأثير الاجتماعي
 يُمكن أن تظهر تأثيرات الطلاق الاجتماعيّة على الأبناء من خلال بعض العلامات والمظاهر:
_ ضعف قدرة الاتصال لدى الطفل: ويظهر ضعف الاتصال لدى الطفل من خلال عجزه عن التفاعل مع والديه، ومع الأفراد الآخرين المُحيطين به بسبب المشاعر السلبيّة التي تظل عالقةً به، والتي يكتسب بعضها من النزاعات والبيئة غير الصحيّة التي كان يعيش بها سابقًا، أو الناجمة عن تغّيرات ما بعد الطلاق؛ كارتباطه وتفاعله مع أحد والديه فقط وهو الحاضن له، وابتعاده عن الآخر، وعدم الإلتقاء به أو محادثته فتراتٍ طويلة مما يجعله يشعر بالاستياء والكره والغضب منه، وبالمقابل يتعلق بالحاضن، ويخشى فقدانه وخسارته أو هجره له لاحقًا.
_ التأثير على علاقات الطفل المُستقبليّة: يتأثّر الأطفال داخلياً بالطلاق، وبالتالي يؤثّر ذلك على نشأتهم وعلاقاتهم المُستقبلية مع مرور الوقت، كما تُظهر الدراسات النفسية أنّ الأطفال الذين نشأوا في ظروف الطلاق تكون علاقاتهم الزوجيّة لاحقاً أكثر عرضةً للطلاق أيضاً، ويُمكن أن يكون السبب في ذلك انعدام الثقة والأمان في الشُركاء لديهم، إضافةً لافتقارهم لبعض المهارات الاجتماعيّة المُكتسبة من الأسرة، ونقص العواطف والمشاعر الجميلة واستبدالها بمشاعر أكثر سلبيّةٍ، وبالتالي عدم قدرتهم على حل الخلافات الزوجيّة ومُعاناتهم من مشاكل تُشبه مشاكل ذويهم، فينتهي بهم الحال مع الأسف بنفس الطريقة التي انتهى بها الوالدين والانفصال، وهو ما يُعرف نفسيًّا بنظريّة "النمذجة الأبوية" أي السير على نموذج مُشابه للآباء.

التأثير النفسي والعاطفي
قد يواجه الأبناء صعوبةً في السيطرة على مشاعرهم وتقبّل قرار الانفصال، فيتأثرون به نفسيًّا وعاطفيًّا، ومن هذه التأثيرات ما يأتي:
_الشعور بالحزن والأسى وعدم التكيّف مع انفصال الوالدين، وتختلف هذه المشاعر بحسب نُضج وفهم الأبن للأمر، فقد يظن الأبناء في سنٍ صغيرٍ أنهم سبب الانفصال، ويشعرون بالألم والذنب، أما الأبناء الأكبر سنًا فتختلف ردود أفعالهم، إذ يشعر البعض بالقلق والاكتئاب، أو كره الأسرة.
_القلق والإجهاد النفسي بسبب التفكير المُتكرر والدائم بأسباب انفصال الوالدين وعدم فهمها جيّدًا، فقد يظن الأبناء أن والديهما سيتوقفان عن حبهم والافتراق في النهاية، مما يؤثّر على مشاعرهم الداخليّة ويزيد من شعورهم بالإحباط والخوف والتوتّر.

التأثير المادي على مستوى المعيشة
أحيانًا يتسبب الطلاق في العديد من التغيّرات بالشؤون الماليّة والنفقات، مما ينتج عنه تغيّر المستوى المعيشي للأطفال، وذلك بسبب اختلاف مقدار وقيمة الدخل الذي كان الأبوين يُقدّمانه للأسرة معًا، بحيث قد يعجز أحدهما عن توفير احتياجات الأطفال وتحقيق رغباتهم وحده، وهنا يجب التنويه لضرورة التعاون بين الأبوين في رعاية الأبناء وتوفير مصاريفهم وأساسياتهم، بالرغم من انفصال الزوجين، وانتقال الأطفال لحضانة أحدهما.

التأثير على المستوى التعليمي
 قد ينتج عن التغيّرات الحياتيّة المُختلفة والمرافقة للطلاق تدنيّ المستوى التعليمي للأبناء، وهو أمرٌ يختلف من طفلٍ لآخر، لكنه يعود لعدّة أسباب منها:
_ شعور الأطفال بالارتباك والتشويش والإجهاد العقلي، وعدم القدرة على التركيز في الدراسة بشكّلٍ جيّدٍ بسبب التغيّرات الديناميكيّة والمشاعر السلبيّة التي قد تُرافق قرار الانفصال للأبوين. _عدم تأقلم الأبناء مع المدارس، وأماكن السكن والأحياء الجديدة، والأصدقاء والمعارف الجدد مما يُعيق رغبتهم في التعلّم أو الذهاب للمدرسة.
_الحاجة لتلقيّ الدعم والتشجيع بشكلٍ أكبر من الوالدين، ومُساعدتهم على تقّبل حقيقة الطلاق وفهمها، والاهتمام بهم ورعايتهم أكثر، وهو أمرٌ يجدر الانتباه له وعدم إهماله.

التأثير الصحي والسلوكي
 رُبما ينعكس الطلاق على صحة وسلوك الأطفال النفسيّ والاجتماعيّ في بعض الحالات، وذلك كما يأتي:
_زيادة مشاكل الصحة العقليّة للأبناء، ومنها الاكتئاب، والمشاكل النفسيّة الأخرى الناجمة عن القلق، والإجهاد، والتوتر، والتي قد تحتاج إلى تدخّل وعلاج طبي حتى لا تتفاقم وتؤدي لأضرارٍ ومشاكل أكبر.
_حدوث مشاكل واضطرابات سلوكيّة مختلفة، كالعصبية المفرطة، وكثرة الاشتباك ، وقد تكون هذه التصرفات بغرض التنفيس عن الاستياء والغضب، والتعبير عن المشاعر السلبيّة التي تغمرهم وتؤلمهم من الداخل.
*وايضًا من تأثير الانفصال علي الأبناء*

كيف يتأثر الابناء بذلك؟
_ الاحساس بالخسارة، انفصال الوالدين لا يعني فقدان المنزل بل فقدان حياة بأكملها.
_ الشعور بعدم الانسجام مع العائلة التي فرض عليهم العيش معها.
_ يساوره القلق حول العيش وحيدًا بعد غياب احد الوالدين، فقد يفقد الآخر.
_ الشعور بالغضب اتجاه أحد الآباء الذي يعتقد انه سبب الانفصال.
_ الشعور بفقدان الأمل، والاحتكار والنبذ.
_ الإحساس بأنه مشتت بين الوالدين.

إرسال تعليق

0 تعليقات