بقلم منال سامي "ملكة الظلام"
هو فن يمكن اكتسابه بالتدريب عليه، إلا أن بعض الأشخاص يملكون موهبة التواصل، كما أن البعض لديهم القدرة على التواصل مع الآخرين رغم اختلاف عقولهم وثقافتهم، البعض الآخر يفتقر إلى أدنى درجات التواصل، لا يستطيعون الاختلاط بالآخرين؛ لأنهم لا يستطيعون التفاهم معهم؛ فالتواصل مع الغير موهبة ضرورية للدخول إلى عقول الآخرين، ومعرفة طريقة تفكيرهم، والتعامل معهم.
إن التواصل متداخل في جميع المجالات الحياتية
-الحياة العملية
- الحياة العلمية
-الحياة الاجتماعية
-الحياة السياسية
فإذا استطاع الشخص التواصل مع الآخرين؛ فسوف يكون قادرًا على ممارسة أعماله مع جميع الأشخاص، أما إذا عجز عن التواصل؛ فسيواجه الكثير مِن الصعوبات في حياته اليومية.
فالتواصل يعد الجسر الذي تعبر عليه الأفكار بين العقول، أيضًا يمكن أن ينشر الشخص أفكاره على الآخرين مِن خلاله سوف يستفيد مِن خبراتهم وتجاربهم بتواصل معهم؛ لهذا يجب أن يحرص الفرد على بناء جسر للتواصل مع الآخرين، واكتساب الخبرات العملية التي تساعده على أن يكون صاحب موهبة في التواصل.
تنقسم مهارات التواصل، وفن الحديث إلى نوعين:-
1- مهارات التواصل الشخصية: كالألفة وإشراك المستمعين بالإضافة إلى الاحترام، واستخدام حس الدعابة، والقدرة على التكيف بجانب حسن توظيف لغة الجسد.
2- مهارات التواصل التي يحتاجها سوق العمل: وهى نفسها المهارات الشخصية السابقة، لكن يتم توظيفها بما يتناسب مع بيئة العمل المحيطة، والقواعد المتبعة لتنظيمه.
كيفية تحقيق رسالة اتصالية ناجحة
عملية الاتصال تتكون من 4 عناصر أساسية هم:
-الراسل (المرسل)
-المستقبل
-الوسيلة
-رجع الصدى
تبدأ عملية الاتصال بأولى عناصرها، وهو الراسل، إذا كان هناك خللًا في شخصية الراسل، أو طريقة تقديمه للرسالة الاتصالية، فشلت العملية الاتصالية برمتها، حتى ولو كانت باقي العناصر متاحة وجيدة.
فالراسل هو الموجه الأول للرسالة الإعلانية، وهو المرآة العاكسة لها؛ فإذا كانت طريقة التواصل الخاصة به تعكس عدم فهمها للرسالة الاتصالية، أو عدم اقتناع بها، ستصل هذه المشاعر تلقائيًا إلى المستقبل، وسيعدل عن فكرة شراء المنتج.
لا أحد يرغب في العمل في بيئة عمل مشحونة ترعاها الخلافات، أو الاضطرابات المستمرة، ولا يخفى على أحد كون طرق التواصل بين الموظفين وبعضهم البعض، هي أكثر الأسباب الراعية لهذه الخلافات؛ فالمواقف الناتجة عن سوء فهم، أو عن طريقة إساءة ترجمة أسلوب شخصًا ما، أو إساءة فهم مهمة موكلة، تحدث جميعها بسبب افتقار أصحابها إلى أهم مهارات التواصل الفعال، وهي القدرة على إيصال المعلومات بالطريقة والوقت المناسب.
تساعد في إزالة اللبث الواقع؛ بسبب سوء التفاهم
أحيانًا ما تحدث مشاحنات في العمل ناتجة عن سوء فهم الرسائل الموجهة، سواء كانت ما بين الموظفين، أو ما بين الموظف ورئيسه في العمل، أو ما بين الشركة والعميل المستهدف ذاته؛ فكل هذه طرق مختلفة تترجم فشل عملية الاتصال من بدايتها؛ بسبب إساءة فهم لأحد جوانب الرسالة الاتصالية.
عند إتقان مهارات التواصل، وفن التحدث مع الآخرين، لن تمثل هذه النقطة مشكلة؛ فالموظف حينها سيكون قادرًا على فهم مهامه بدقة من قبل مرؤوسيه، وسيكون المرؤوسين قادرين على توصيل المعلومة.
الطبيعة الشخصية
تمثل الطبيعة الشخصية أهم مؤثر في اكتساب المهارات الاتصالية؛ فالطبيعة الشخصية للشخص العاطفي أكثر قدرة على التكيف، والتواصل مع الآخرين على عكس الشخص المنطقي والعملي؛ فالأخير قد يواجه صعوبة في تطوير قدرته على التعاطف مع مَن حوله، أو في تخصيص بعض الوقت في الارتباط مع الآخرين وتوطيد العلاقات معهم؛ فبالنسبه له الوقت المهدور هنا، مِن الأفضل أن يُستخدم في تحقيق إنتاجية ملموسة عن مشاعر حسية لا تفيد بالنسبه له.
الانطباعات السابقة
لا يستطيع المرء تجاهل انطباعاته السابقة عند التعامل مع الآخرين، لكن هذه النقطة قد تكون سلاح ذو حدين في يد صحابها إذا ما ساء استخدامها؛ فمن المهم عند التعامل مع المواقف، أن يراعي المتحدث الطبيعة الشخصية المختلفة لكل متلقي، بجانب اختلاف المؤثرات المحيطة، والاستجابات، والنتائج المترتبة عليها؛ لذلك مِن الأفضل عند التواصل مع الآخرين ألا يتم استدعاء تجارب سابقة للحكم على طريقة التواصل، إلا إذا كان الموقف يسمح بهذا التشبيه.
القاموس اللغوي
"يتم تحديد تسعون بالمئة مِن مدى جودة الحديث قبل أن يخطو المتحدث خطوته الأولى على المنصة"
للكلمة وقع مؤثر على أذن المستمعين؛ فتأثير كلمة جيد مخالف تمامًا لتأثير كلمة ممتاز، ممتاز غير كلمة مبدع، مبدع مختلف عن استثنائي، كلها مفاهيم لمصطلح واحد، لكن كل منهم مختلف في القوة والتأثير؛ لذلك ينصح بتطوير قاموسك اللغوي بالعديد مِن المصطلحات المؤثرة والقوية، مع الحرص على الابتعاد عن الجمل المعقدة والتي تظهرك بشكل متعالي عن الجمهور.
رجع الصدى
النصيحة الأخيرة عن تطوير مهارات التواصل، وفن التحدث مع الآخرين، هو أن لا تتوقف عن التعلم؛ فكل محادثة تجريها، وكل موقف تراقبه، اِحرص أن تستفيد منه، وأن تستخلص مواطن القوة والضعف فيه، بما يخدم مهاراتك، ويساعد على تطويرها.
1- الألفة: تساعد مهارة الألفة على تقليل المساحة الباعدة بينك وبين المتحدث، خاصةً إذا كان حديث عهد على العمل؛ فهى تمنح المتلقي إحساسًا بالراحة النسبية، بجانب خفض التوتر الناتج عن القلق، مما يشجعه على طرح الأسئلة التي تجنبه حدوث المشاكل الشائعة التي يرتكبها الموظفون الجدد.
2- العرض الجيد: وهي المهارة التي تساعد صاحبها في سرق تركيز المستمعين، ولفت أنظارهم إلى محتواه دون ملل.
0 تعليقات
اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.