بقلم أحمَـد السيد
الحب ليس للإنسان أي دخل فيه، الحب هو ما يقع في القلب ويُأثر في الجوارح، شيء ليس للإنسان أي تدخل أو شأن فيه. وفي ذلك المجال، أتذكر قول سيدنا علي كرم الله وجهه عندما قال في الحب:
« لا تسأل محبًا كيف أحببت »
وهذا وإن دل، فإنما يدل على أن الإنسان ليس له أي شأن أو أي إرادة في الحب الذي يقع في القلب. وتحدث القرآن كذلك عن درجات الحب. وكذلك رسول الله -صلَّ الله عليه وسلم- وهم سبعة بنود أساسية، سنتحدث عنها في الأسطر القادمة.
أول طريق الحب:
- ٱول ذلك الطريق سُكر. ولكن، هناك شك في بقائه ثابتًا، بل هناك شك كذلك في أن ينموا ليرتفع، ويُعلى، ويصل إلى أعلى درجات الحب والعشق. أوله ما يُسمي بـ "الهوى":
أول طريق العشق، وأول طريق الحب وريح الورد. ولكن، أعتذر أن هذا الحب ما هو إلا مجرد إعجاب ضعيف لذيذ. إما أن يبقى ثابتًا ثم يُفني وينتهي، وإما أن ينمو، ويصبو، ويسمو إلى أعلى وأعلى. تلك الكلمات أولها يتردد علي مسامعك. ترى من تحب في أحسن شخص تحبه، أو تراه بمعنى أشبه بأعظم شخص في حياتك. تجد هذا الشخص هو الذي يكمل حياتك بشكل سري بينك وبين نفسك. يستمر هذا الحب لفترة مؤقته، إما أن يزيد ويتزايد، وإما أن ينتهي ويُفني قبل أن يبدأ.
الهوى ما هو إلا بداية هيام القلب بالمحبوب، هو صاحب الخطوة الاولي، والدفعة الاولي، من مدفع العشق الذي يصدرها. ولكن، يحتاج ذلك المدفع لقوى أكبر ودفعة حب وعشق أكبر وأعمق؛ حتى يستطيع إصدار صوت عشقه النهائي بصوت واضح يسمعه الجميع، ويجذب الأبصار والأفئدة؛ ليضرب الناس به الأمثال بعد ذلك.
هو عبارة عن الشرارة الأولى، بين بعض القش، تحول حولها الرياح من كل جانب. فإن لم تحرص على إشعالها لتزيد، ستخمد حتى تنطفئ، هناك سؤال هنا:
- في أي محل يقع الهوى؟
سأخبرك....
الهوى وقع في بدايته في العيون. فإن استقر فيها وزاد، انتقل إلى النفس. فإن استقر فيها وزاد، انتقل إلى الروح. فإن استقر فيها وزاد تنتقل إلى الفؤاد، وهي أقصى درجات الحب. وإن لم يكن وتزعزع ببادئ أمره بالعيون ولم يزد، سيقل تدريجيًا بعدها ويتلاشى، حتى يختفي تمامًا.
ومع مرور الزمن لا يُذكر له أي وجود.
الحب من أهم أولويات الإنسان في حياته. دائمًا ما يضعها في المرتبة الأولى؛ كي يستطيع العيش والتعايش مع من حوله. فبالحب، نرى كل ما حولنا جميلًا، ولا تسأل كيف أُحب هذا أو هذه؛ لأن الله يقذف بالحب في قلوب المحب.
أرى أن الحب هو كل شيء جميل ومعسول في بدايته، وأمر من الحنظل في نهايته.
حين نطلق جوارحنا للحب لا يكن حبًا، بل شهوةً لا زيادةً في ذلك. أما إذا كان الحب في القلب والعقل، يكن حبًا صادقاً. المحب ليس له أي دخل في الحب، لأن الحب يسقط على القلوب كالمطر في فصل الخريف. الحب كالساقية، تلف وتجر وراءها المحب. إما أن تجره خلف الطاعة وكسب الدنيا والآخرة، وإما أت تجره خلف المعصية والفجور. فلهذا أقول أن الحب شيء جميل لمن أراد تجميله وتعظيمه، وشيء قبيح لمن أراد تقبيحه بخيانة المحب.
من أراد الحب، فليبحث عنه في كل شيء، ليس شخصاً فقط.
فحب الله كفيل بكل شيء. وابحث عن حب عملك، حلمك، وكل ما حولك. حينها، سترى السعادة والبهجة من حولك.
0 تعليقات
اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.