بقلم منه الله محمد
مراجعة ميار يسري
هناك الكثير من الأحداث، والظواهر، والكوارث التي تحدث حولنا في العالم؛ بسبب الزلازل القوية، والمنتج عنها الدمار الشامل، وغالباً، يكون لها تفسير علمي ومنطقي. ولكن هناك حوادث نقف أمامها عاجزين عن فهم ما حدث، ولا نستطيع إلا التفكير في الحصول على إجابات الكثير من الأسئلة، ومن هذه الحوادث التي لا يوجد لها تفسير حتى الآن هي: "مدينة آشلي بولاية كانساس".
تبدأ القصة في أغسطس ١٩٥٢ في مدينة آشلي بولاية كانساس الذي كان عدد سكانها قليل ولم يتخطَ سبع مائة شخص، كانت مدينة بدائية ولا يوجد خدمات حكومية كبيرة، كما أن قسم الشرطة التابعه له كان في بلدة "هايز" المجاورة.
بدأت الأحداث في الثامن من أغسطس، عندما أبلغ "غابرييل جوناثان" عن فتحةٍ سوداء في السماء يخرج منها البرق، لم تهتم الشرطة في بداية الأمر، ولكن بعد إبلاغ "غابرييل" قسم الشرطة بدقائق إنهالت المكالمات الهاتفية من سكان مدينة آشلي؛ للإبلاغ عن نفس الظاهرة. ومع تكرار المكالمات، قرر قسم الشرطة أن يرسل أحد الضباط في اليوم التالي للبلدة؛ للتأكد مما يحدث.
في صباح التاسع من أغسطس، قام ضابط شرطة "مايسي آلان" بالإبلاغ بأنه على الرغم من اتباعه الطريق الوحيد الذي يؤدي لمدينة آشلي، إلا أنه كلما حاول الوصول إلى آشلي ينتهي به المطاف في "هايز" مرة آخرى، ولم يتمكن من الوصول!
في اليوم التالي، الموافق العاشر من أغسطس، تم إرسال سبعة سيارات من قسم الشرطة للبلدة للتحقيق، ولكن.... تكرر ما حدث مع "مايسي" مرة أخرى، حيث أن جميع الفريق وصل لنفس النتيجه، وتوقف الطريق في بلدة هايز، وفشلت جميع السلطات في الوصول إلى المدينة.
في مساء نفس اليوم، أبلغت السيدة "إيلين" عن إختفاء جيرانها عند خروجهم من البلدة، ولم يعودوا، ولم تستطع الشرطة الوصول لهم ولا للسيارة.
في صباح يوم الحادي عشر من نفس الشهر، وصلت عدة مكالمات من سكان آشلي إلى قسم شرطة هايز؛ للإبلاغ عن ظلام دامس للبلدة، وعدم شروق الشمس؛ نتيجة اتساع فتحة السماء السوداء. وبناءً على ذلك، قرر عمدة تيكساس التدخل، وقام بإرسال مروحيات فوق المنطقة، لكن دون فائدة؛ فلم يوجد أي أثر للبلدة، ولم تستطع المروحيات الوصول لها أيضًا، واكتفى قسم الشرطة بإبلاغ السكان بالبقاء في المنزل وعدم الخروج مهما تطلب الأمر.
في ظُهر اليوم التالي، تلقى المركز اتصال من سيدة تبلغ عن إبنتها التي تتحدث مع والدها، الذي توفى منذ ثلاث سنوات ومحاولات خروجها إلى الظلام، وهي تأكد أنها تريد الانضمام إليهم. وعلى مدار خمس عشرة ساعة التي تلي تلك المكالمة، تم الإبلاغ عن أكثر من ٣٠٠ مكالمة وجميعها عن تلك الظاهرة المماثلة للأطفال.
في صباح الثالث عشر من أغسطس، تم الإبلاغ عن اختفاء جميع الأطفال في البلدة. ولم تتوقف الأحداث عند هنا فقط، بل تم الإبلاغ عن حريق هائل يمتد إلى فتحة السماء، ويزداد ويتوسع مع الوقت.
استمرت التقارير حتى مساء اليوم الرابع عشر من أغسطس؛ للوصول للبلدة، والتحقيق مع البلاد المجاورة عن الظواهر التي تحدث، ولكن، لم يتم الوصول لشيء. كما أن جميع البلاد المجاورة لم تشاهد أي ظواهر غير طبيعية طوال الآيام الماضية، مما زاد حيرة الجميع.
وبعد عدة ساعات وبداية يوم الخامس عشر من أغسطس، وصلت مكالمة صادمة من السيدة "أبريل" إلى قسم الشرطة. فكانت تتحدث بخوف شديد. واخبرت الظابط الذي كان يتحدث إليها بأنها تختبئ في خزانة ملابسها الآن؛ لأنها رأت كل من ماتوا في البلدة عادو من جديد للحياة، ومن ضمنهم إبنها الذي قُتل العام الماضى.
كانت السيدة "إبريل" في حالة فزع هيسترية وتردد: - جميع الموتى قد عادو، لقد رأيتهم .. الجميع عادو.
وصمتت فجأة وهي تتحدث، وتم سماع صوت اقتحام وهي تتحدث بصوت خافت: هناك من دخل إلى المنزل.
حاول الظابط أن يهدئها وأخبرها ألا تغادر الخزانه. وبعد عدة ثواني، بدأت المكالمة في تسجيل صوت طفل صغير يناديها "أمي، أين أنتِ؟ لقد عدت يا أمي؟" وبدأت صوت الخطوات في المكالمة تقترب وتزداد، إلى أن أصبح صوت الطفل مفجعًا ومرعبًا وهو يقول "أمي .. لقد وجدتك" وتعالى صراخ "أبريل" وقُطعت المكالمة بعد ذلك.
تم إخطار قسم الشرطة بإرسال قوى في اليوم التالى صباحًا، ولكن للأسف، شهدت الولاية زلزال بلغ قوته ٧.٩ درجة، حيث أنه ضرب مدينة آشلي في الساعات الأولى في السابع عشر من أغسطس عام ١٩٥٢، وكان الزلزال في جميع أنحاء الدولة. وأُثبت إن مركز الزلزال يخضع مباشرة تحت مدينة آشلي. وعندما وصلت شرطة الولاية إلى ضواحي المدينة؛ للإنقاذ، ومساعدة السكان، وجدوا شقًا محترقًا في الأرض، لم يتمكنوا من تحديد عمقه، ولكن، بلغ طوله حوالي كيلومتر واتساعه أكثر من ٥٠٠ متر.
لم تستطع الشرطة المساعدة في تنفيذ عملية الإنقاذ، أو حتى تفسير ما حدث واختفاء البلدة، وظهور ذلك الشق المحترق .. وبعد اثني عشر يومًا، تم إيقاف البحث المحلي عن سكان مدينة آشلي، واليوم التالي، الموافق ثلاثون أغسطس، وقع زلزال آخر هائل في الساعات الأولى من الصباح، وبلغت قوته ٧.٥ درجة، وتم تحديد مركز الزلزال تحت مدينة أشلي للمره الثانية .
عند ذهاب شرطة الولاية، وجدوا أن "الشق المحترق" ابتلع البلدة بأكملها، وأُغلقت نهائيًا. واختفت بطريقة ما بجميع سكانها، والمباني، وشوارع المدينة، والحيوانات، والسيارات، وكل شيء، وأصبحت أرض مهجورة كأن لم يكن لها وجود من قبل ابدًا.
لم يكن هناك ناجيًا واحدًا ليروا لنا حقيقة ما حدث هناك، أيضًا... تم حجب العديد من الوثائق فيما يتعلق بآشلي. كما إنه تم إخفاء البلدة تمامًا من سجلات الولاية بالكامل، ولا أحد يعلم السبب. ولكن، تبقى مكالمة السيدة "أبريل" المتداولة، هي الدليل الوحيد على وجود تلك البلدة.
تُرى برأيك ما تفسير جميع الاستغاثات والظواهر تلك، أو عدم القدرة على الوصول للمدينة واختفاءها بالكامل؟
هل المدينة مجرد حكاية أسطورية، أم شائعات متداولة، أم أن هناك حقائق لم نتوصل لها ليومنا هذا؟
0 تعليقات
اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.