Header Ads Widget

فتاة المقاومة

#جريدة_زادك

-بقلم تيماء الرماح"سديم"


ماذا لو لَم يَعُد هل ستَحزنين؟

-بالتّأكيد، لكن ليسَ بِقدرِ الأيّام التي كانَ موجودًا فيها.

-لمَ الحزنُ وأنتِ من توَدّينَ رحيلهُ للأبد، وتتضرعينَ إلى الله في كلّ صلاةٍ وقِيام.

-سأُخبرُكِ عزيزتي، قدومُ الأشياءِ بعدَ اِنطفاءِ شغفها لن يكونَ ممتعًا، نعم أنا التي كانت تتضرّعُ وتَبْتهلُ إلى اللهِ وتدعوهُ بأن يُخلِصها من بَراثنِ حقدِه، ومن مخالبه المسمومة، وبِقدرِ التعبِ الذي تعِبتُهُ كنتُ أدعو ومازالتْ، فلن أفقِدَ يقيني، ولكنّي واللهِ جاهَدْتُ كثيرًا، لقد تعِبت واِنطفأت.

-هذا ما كنتُ أخشاهُ قد حدث.

-نعم وياللأسف، أصبحُ أنظرُ للأشياءِ بنظرةٍ سوداوية، لا يَهمني كلّ ما يحدث ولا حتى كَمُّ العذابِ الذي أتصدى لهُ بجسديَ الواهنِ الضعيف.

-لمَ لا تحاولين مجددًا؟ لم لا تُجازفي، ربّما قد يُكتبُ لكِ النجاحُ في أحدِ سطورِ كتابِ مقاوَمتِك.

تقولينَ هذا وكأنّكِ لا تعلمين! أتظنّينَ بأنّي اِستسلمتُ هكذا بِدونِ مقاومة؟ وأنا التي كانت تُقسمُ على الصبرِ حتّى آخرِ أنفاسها، بالتّأكيدِ لستُ الفتاةَ التي تنهارُ دِفاعاتُها من الهجمةِ الأولى، ولكن يا عزيزتي تكرارُ الهجماتِ يُخَلِّفُ حُصونًا متصدِّعةً قابلةً للهدمِ في لحظةٍ مُباغتة، بغضّ النظرِ عن كونِها هجماتٌ نفسية أو جسدية فكِلاهُما تنحتُ العذابَ في قلبي بسيفٍ بتّار، ومَعاوِل من نار.

- ولكن لم أفهم ما مغزى كلامكِ ولمَ الحزنُ على رجلٍ ضيّع حياتكِ؟ وأذاقكِ المُرَّ من العذاب، أهكذا رجلٌ يستحِقُ الحزن؟

-من قالَ لكِ بأنني سأحزنُ من أجله، فَليذهب إلى الجحيم، فإنّه واللهِ لا يستحِقُ إلتفاتةً واحدةً من تلكَ الحياةِ التي أضاعها بيديه القَذِرتين، ولولا مَخافتي من ربِّ العبادِ لكنتُ قتلتهُ مُذ عرفته، الحزنُ يا صديقتي للحبيبِ فقط، وما هوَ إلّا شيطانًا في أرضِ الله، لن أحزنَ من أجلهِ ولو لِثانيةٍ واحدة، ولكنّ الحزنَ يجثُو على قلبي مَذ تحطمت آمالي مرةً تلو الأخرى، حينَ بدأ نورُ شمعتي بالأُفول، أحزنُ على نفسي التي دُمّرت فواللهِ الذي لا إلهَ إلّا هوَ أحتاجُ دهرًا بعدَ دهرٍ لإصلاحِ ما أفسدهُ هذا الشيطان.

-هذا ليس صحيحًا، البارحةَ سألتُ عنكِ القمر فقال لي: إنها فتاةُ المقاومة، رمزٌ للقوّةِ والتحدي ولن تُكسرَ بسهولة، أمّا بخصوصِ شمعتِكِ فإنّ نّورها مُستمَدٌّ من ضوءِ القمر، فلن تأفُل أبدًا، وستظلُ مُنارةً حتى بعدَ رحيلكِ لتكونَ شاهِدَ عيانٍ على مقاومتك، فلتَكُنْ ذريعةً لكِ لتحفيزِ نفسكِ على الصمودِ في وجه الحياة.

-يا صديقتي وهل يعرفُ القمر ما بداخلي، إنه يسمعُ الذي أقوله عندما أشكو بثّي وحزني إليه، كيفَ له بأن يعلمَ ما أُخفي؟

-يا فتاتي الجميلة لا زلتِ على علمٍ غير كافٍ بالقمر، إنه يفهم حديثكِ حتى قبل أن تَتَلفظي به، يمكِنُكِ الوثوقُ به

-حقًا، إنه الوحيد الذي أشكو له وأنا أثِقُ به جدًّا.

-إذن فَلنعقِد إتفاقًا 

- إتفاق؟ 

-نعم، في ليلةٍ اكتمالِ القمرِ من كلّ شهرٍ سآتي لزيارتكِ، وسنجلسُ ونتحدث ونضيءُ شمعتَكِ الواهية، ما رأيك؟ 

-حسنًا يَسرّني هذا فقد أمتعني حذيثُكِ كثيرًا يا فتاةَ القمر.

إذًا سآتي فورَ اكتمالِ القمرِ مرةً أخرى، والآن عليّ المغادرة لأسمعَ المزيدَ من الحكاياتِ، وسآتي بها إليكِ في المرةِ القادمة لتكتُبيها.

-حسنًا موافقة.

-إلى اللقاء، أراكِ في يومِ اكتمال القمر 

وحلّقت نحو السماء المزينة بنجومها والقمر

إرسال تعليق

8 تعليقات

  1. تيماء قلب شفق معروفه فخورة بيكِ حد السماء ♥️

    ردحذف
    الردود
    1. وتيماء فخووورة بشفق أكتر☹💚
      يلمت يا نصي التاني💚

      حذف
  2. ما شاء الله جميل جدا يا سديم❤️❤️

    ردحذف
  3. Nancy Mohamed "ورد🌹"10 سبتمبر 2021 في 2:45 م

    ابدعت يا جميلة فخورة بيك جداااا❤❤

    ردحذف
  4. جميل جدا سلمت يداكِ

    ردحذف

اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.