Header Ads Widget

محاولات باءت بالفشل |جريدة زادك


 


«لستُ مُندهشًا من محاولاتك اليائسة، فأنت مثل البشر لا يملكون حُريتهم ولكن لا يكفون عن بحثهم الدؤوب حتى يشعروا بها»

_دومًا ما أقذف في وجهه تلك الكلمات حتى أجده يتسمر في مكانه، ينظر إلى نظرات خاطفة كما لو كان يعلن تمرده علىٰ كلماتي، ويكتمل تمرده بعدما ينتفض بعيدًا عن يدى التي تحمل له طعامه المفضل ليعلن ثورته!، ولكن قد أعتدت علي رؤية أفعاله هذه، لعلى أدرك ماذا يريد من وراء تمرده على كل شيء، يريد أن يكتسب حريتة، يا لحماقتك!

تتمنع عن كل ما يطيب لك مقابل أن تظفر بذلك الشىء المزعوم، ألم يثمر فيك إحسانًا؟!

»خلقت من أجل أن تكون أسيرًا في ذلك القفص، فلا فائدة لمحاولاتك لذلك عليك أن تستكين لما خُلقت ولا تتبع أهواء قومك ممن حرضوك على أن تثور من أجل حريتك!

فلا حُرية عندما تجد نفسك طليقًا تبحث عن مأوى تلوذ إليه من ظلمات لا تُفضى إلى فجرًا جديد، ولا حرية في بحثك عن طعامًا تلتقمه لتستمر حياتك، أنت بداخل ذلك القفص تدفع حريتك المزعومة ثمنًا مقابل الحياة!»

_أقتحم أحد أصدقائي يومًا خلوتي، سألني: هل جننت يا رجل أتعاقب طائرك علي دافعه الفطرى ومحاولاته للظفر بحريته؟

_وما تلك الحرية التي تقصدها يا رجل!؟

_الحرية هي فك القيود والتحليق في السماء، دون أن تشعر بأنك أسيرًا لبشر أو لشهوة أو لنزوة!

_ ضحكت عاليًا 

_ أنت دائمًا تهزل عندما أحدثك عن الحرية!

_ يا صديقي ليست تلك الحرية كما تزعم، لا حرية في ذلك العالم المريب، كثيرًا نتحدث عنها في كل الأماكن ونتخبط بين الدروب لنمارس الحرية في خطابتنا فقط، نحن سجناء أنفسنا، فالقرار ليس من صنعنا، فمازال هناك سلاسل وقيود بداخلنا تمنعنا من أن نكون طلقاء، ومازلنا مجبرين علي الاختيار ومازالت أفعال القدر ومبادىء الطبيعة يتحكمان في حريتنا

_فلسفة جيدة

_ ليست فلسفة بقدر أننى أمتلك أفكار عميقة أستنبطها من علوم الطبيعة فالطبيعة هي من تقرر، وتصنع اختيارنا

_افكار عميقة أم عقيمة تهدف إلى الجهل؟!

_ليس جهلاً ، فمن الذي أدعى بأن الحرية هي التحليق بين السحاب كطائر يغرد؟

_نحن من أدعىٰ ذلك، أنت لم يسبق لك أن حلقت مثل طائر فلن تظفر أبدًا بذلك الشعور

_أفكار ساذجة رجعية، هل خلقنا لنطير، لنشعر بالحرية!؟

_لا بل خلقنا بدافعًا فطريًا يدعونا دومًا للبحث عنها، حتى لو كان ذلك بالتحليق كالطيور

_بالطبع مخطئًا ، أنها شعور داخلى بأنعدام القسر الخارجى، فلا تتمثل الحرية في الطيران والتحليق عاليًا فكثيرًا ما تتمنى الطيور أن تترك عالم التحليق وتتنزه علىٰ ارض البشر، فهي لا تنظر إلي عالمها سوىٰ أنها مجبرة علي العيش هناك، فكل ما تشتهيه يوجد علي الأرض وليس في عالمها، لذلك لو سنحت لها فرصة العيش بجانبنا، فسوف يتسابقون فيما بينهم علىٰ من يهبط أولاً!.


الكاتبة/ مي رمضان الساعدي"سهم"


إرسال تعليق

5 تعليقات

اكتب تعليقا لنكمل مسيرتنا وندعم المزيد.